الفيديو و أشياء أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم سيكون استخدام تقنية الفيديو في مباريات كرة القدم المحلية، عنصراً فاعلاً في الحد من الأخطاء، وبعبارة أكثر تحديداً ستكون هذه التقنية عنصراً فاعلاً في استعادة الكثير من الفرق حقها في تصحيح أخطاء تحكيمية تكلف تلك الفرق خسارة مباريات ونقاط كثيرة، وستكون سبباً أيضاً في معاقبة المخطئ الذي ربما تغفل عنه عين الحكم ومساعديه، فالتفاؤل موجود لدى الغالبية، مثلما إشارات استطلاعات البيان بالأمس بأن 89% من المشاركين يتوقعون أن تسهم هذه التقنية، التي من المنتظر أن ترى النور في ملاعبنا الكروية قريباً، في تقليل تبعات هذه الأخطاء من خلال مساعدة الطواقم التحكيمية على تصحيح أخطائهم التي تحدث جراء هفوات، غير مقصودة طبعاً.

ولكن لإنجاح التحكيم بشكل عام، من الضروري أن تكون هناك أشياء أخرى مصاحبة لاستخدام تقنية الفيديو، فمثلاً يجب على لجنة الحكام باتحاد الكرة أن توضح لأقطم التحكيم أن التقنية لن تكون هي كل شيء في المستطيل الاخضر، حتى لاتنتاب الاطقم التحكيمية حالة من التهاون وعدم التركيز، بأعتبار ان هذه التقنية ممكن أن تخرجهم من الورطة السابقة، فوجود هذه التقنية لا يعني بأي حال من الأحوال أن نستسهل مهمة الحكام، أو أن يستسهلوها هم أنفسهم، فالفيديو يجب أن يكون عنصراً مساعداً وليس هو الحكم الأول والأخير في المباراة.

كذلك على لجنة الحكام الموقرة أن تحسن اختيار الأقطم التي تدير المباريات، فليس من المعقول أن يتم إسناد مباراة مصيرية إلى حكم قادم لتوه من مهمة خارجية، استغرق وقت طيران العودة منها أكثر من 8 ساعات، فكيف بإمكان أي حكم مهما كانت خبراته أو جدارته أن يحصل على الراحة اللازمة والتركيز المطلوب لإدارة مباراة عادية، فضلاً عن مباراة تحدد مسيرة ناد سواء في مشوار اللقب أو الهروب من منطقة الهبوط.

يجب على أصحاب الشأن أن يدركوا أن تقنية الفيديو لن تكون العصا السحرية التي ستنهي كل مشاكل التحكيم لدينا، فالعمل يجب أن يتطور والتركيز لابد أن يكون في أعلى مستوياته، حتى تمضي العملية التحكيمية بأكملها في طريقها الصحيح وتخرج المباريات بأقل نسبة ممكنة من الأخطاء المعقولة والمقبولة.

صافرة أخيرة..

عندما تكون هناك 3 ركلات جزاء غير صحيحة في مباراة واحدة، وباتفاق كل خبراء التحكيم، فالموضوع بحاجة إلى اكثر من مجرد تقنية الفيديو.

Email