عودة الابن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال ذاكرتي تستوعب رائعة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، فيلم «عودة الابن الضال»، الذي كتب قصته صاحب السبع صنايع العبقري صلاح جاهين بالمشاركة مع المخرج نفسه، في فيلم ذات طابع ملحمي وحبكة سينمائية من طراز فريد في العام 1976.

عنوان الفيلم نفسه أعادني إلى حدث لو كان يوسف شاهين حياً بيننا لأمر على الفور بتغيير عنوان فيلمه إلى «عودة الابن المطيع»، بعد قرار تولي مهدي علي تدريب شباب الأهلي - دبي ورحيل الروماني أولاريو كوزمين عقب أربعة مواسم حافلة قضاها مع الفريق، حقق خلالها العديد من الإنجازات والبطولات قبل أن تضرب بسفينته رياح التعادلات الأخيرة، لتجبره على الاستسلام وتغيير الدفة نحو بلاده، ليتولى مهدي المسؤولية وسط حالة من الترحاب الشديد بعودة الطير المهاجر من جديد.

شخصياً، أرى أن المهمة الجديدة لابن الإمارات العائد إلى الأضواء بعد غياب، فرصة رائعة ليثبت من جديد أنه مدرب من طراز فريد، قادر على إحداث الفارق وصنع إنجازات ونتائج طيبة مع فريقه، خاصة أنه من سبق له تذوق العسل وتصدير الفرحة ونثر السعادة في الكرة الإماراتية سواء مع منتخبات الناشئين أو الشباب أوالأولمبي أو المنتخب الأول الذهبي بنتائجه ولاعبيه وبطولاته، التي أعادت كرتنا الإماراتية إلى الواجهة بعد طول غياب.

مهدي علي .. الذي اختلفنا واتفقنا معه كثيراً يملك كل الأدوات التي تكفل له النجاح، إدارة على أعلى مستوى تتخذ الاحترافية طريقاً ولا بديل. لاعبون يمكنك الاختيار من بينهم كما تشاء، كلهم أصحاب موهبة وخبرة وقبلها تدرب منهم الكثير تحت قيادة ملهمهم وأبيهم الروحي، وحدث ولا حرج بين ما سنشاهده من أداء تحت قيادة مهدي وبين ما كان يقدمونه مع كوزمين، الذي لم يستطع تقديم المزيد خلال المرحلة الأخيرة لتأتي النتائج ضعيفة والمستوى متذبذباً والحلم بعيداً.

مهدي علي، إذا أراد النجاح هذه المرة وهو العائد إلى بيته الأول وداره المريح، فعليه أن يلم الشمل داخل الفريق خاصة أن الأمور ليست مثل المرة الأخيرة والتي تولى فيها مهمة تدريب «الفرسان»، الليلة ليست كالبارحة، الأوضاع تغيرت ولا بديل عن البطولات في ظل وجود قماشة لاعبين قادرة على أن تأتي بمونديال الأندية.

وشخصياً أرى أن من أسباب النجاح التي يجب أن يهتم بها هي كيفية التعاطي مع الإعلاميين والتي نرجو أن تبتعد قليلاً عن فترة تدريبه الأبيض والتي كنا نشعر بالصعوبة إذا أردنا فقط أن نعرف تشكيلة الفريق، أو أسماء من يجلس على الدكة. أرجو التوفيق لمهدي ممثل الكرة الإماراتية الثاني في دورينا بعد عبد العزيز العنبري.

صافرة أخيرة

مونديال الأندية 2017 على أرض الإمارات من جديد، عاصمتنا الغالية أبوظبي البهية دوماً، الساحرة في كل الأوقات تنتظر الحدث وترسل للجميع رسالتها الواضحة، هنا في بلاد زايد الخير كل الفعاليات غير، هنا الدهشة والفرحة والحب والاحترافية وكل الأماني الممكنة. نرجو للضيوف والفرق الزائرة طيب الإقامة، ولفريقي الجزيرة كل التوفيق والنجاح.

Email