جوارح السلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

توجيهنا كلمات النقد للأحداث التي صاحبت مباراة نصف نهائي مسابقة كأس رئيس الدولة لكرة السلة التي جمعت الشباب والشارقة، وعبارات الاستغراب والاستهجان للقرارات التي صدرت من اتحاد اللعبة بعد تلك الأحداث، والإشارة لما اقترفه بعض اللاعبين في تلك المباراة، لا يعني أننا ننظر فقط للجانب الفارغ من »الكوب«، بل هناك جانب ناصع في »لعبة العمالقة«، يجب أن نلقي عليه الضوء ونشير إليه بالبنان.

يجب أن نعطي المجتهد نصيبه من المديح والإشادة، ففريق الجوارح الخضر، فريق الشباب، يستحق التقدير على ما قدمه في المباراة النهائية، عندما تمكن من الثأر من جاره وغريمه اللدود، فريق الأهلي.

وانتزع لقب البطولة الأغلى »كأس صاحب السمو رئيس الدولة« عن جدارة واستحقاق، الشباب تحدى كل الظروف التي صاحبت مشواره في هذه البطولة، واجتاز كل العقبات التي واجهته، وأهمها المعوقات النفسية، فمن الصعب أن تقابل منافساً، وفي مباراة نهائية، سبق له أن خطف كل الألقاب في المواجهات الثنائية هذا الموسم.

الضغط النفسي كان كبيراً بكل معنى الكلمة، قابلته خبرة النجوم بقيادة المخضرم علي عباس الحتاوي الذي استطاع الخروج سريعاً من الأجواء المشحونة، لكونه طرفاً في حادثة اللكم، لكنه عرف كيف يتعامل مع المباراة النهائية، مثلما تحامل على نفسه وتجاوز ظروفه النفسية .

وشارك بقوة رغم أحزانه المستمرة لفقدانه والده وشقيقه في الأشهر الأخيرة الماضية، كما لا ننسى صانع اللعب الأول جاسم عبدالرضا الذي كان حاضراً بشكل لافت، لاسيما في لحظات الحسم القاتلة، رغم معاناته ورحلة العلاج الطويلة من آثار المرض الخطير، وهنا تظهر إمكانات وقدرات النجم الحقيقي.

استطاع طاقم نجوم الجوارح بأكمله، وخلفهم الجهازان الفني والإداري، أن يتغلب كذلك على الإجهاد البدني الذي انتابهم، نظراً لخوض مباراتين على مدى ثلاثة أيام متتالية، وأعني المباراة الملغاة يوم الأحد، وما صاحبها من أجواء ساخنة استمرت تبعاتها حتى اليوم الثاني، حتى الوصول إلى يوم استكمال المباراة أمام الشارقة.

وبعد أقل من 24 ساعة دخل أجواء المباراة النهائية أمام الأهلي، ورغم رفض اتحاد السلة طلب التأجيل ليوم آخر، ظهر الفريق في أكمل جاهزية وتركيز في المباراة التي امتدت إلى شوط إضافي كانت الغلبة فيه للجوارح، ليكون هذا اللقب الغالي في خزانة النادي للمرة الثالثة في تاريخه.

صافرة أخيرة..

فرحة الشباب بالكأس كبيرة وغامرة، رغم أنه ليس اللقب الأول الذي يدخل القلعة الخضراء، ولهذه الفرحة أسبابها، فكل التهنئة للجندي المجهول فارس المطوع، والمدرب الأمين أحمد عمر، وطبعاً للمتابع والدافع الأول سامي القمزي.

Email