الريامي والرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزميل سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، يبدو أنه في طريقه لتخصيص كتاباته النقدية وتحويل زاويته اليومية، إلى الشأن الرياضي، ففي السابق قليلاً، ما كان يعرج على القضايا الرياضية، ولكن في الآونة الأخيرة، نراه متبحراً في هذه القضايا، بل وبات خبيراً فيها، وراح يتناول القضية تلو الأخرى، وخاصة الكروية منها، بنظرة تحليلية ورقمية متفحصة، وهذا شيء يؤكد ما قلناه في مناسبات عدة، أن كل القطاعات في الدولة تتطور وتقل إشكالاتها، إلا الرياضة، التي هي في تراجع مستمر، وأصبحت تعج بالسلبيات والمنغصات، ما تطلب من كاتب، مثل سامي الريامي، عرف عنه تناوله مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية، للخوض بقوة في مواضيع رياضية، لا تخلو ساحتها من كتاب متخصصين، خاضوا فيها مراراً، وتحدثوا عنها كثيراً.

الجميل من دخول كتاب مثل الزميل سامي الريامي، في البحث وتسليط الضوء على مشكلات الشأن الرياضي، أننا اكتشفنا أن قراء الملاحق الرياضية، يختلفون عن قراء الشأن الاجتماعي والسياسي، فما يطرحه الزميل الريامي، سبق أن تم تناوله في الكثير من وسائل الإعلام، كمقالات أو برامج أو تحقيقات، والغريب أن كتابات رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، لها وقع مختلف وردة فعل مختلفة، بل نشعر أحياناً أنها تنشر لأول مرة على الرأي العام، من هول الصدمة التي تنتاب القارئ الذي يطلع على زاويته في الصحيفة الزميلة، حيث تفاجأنا أن أحد الوزراء لا يعلم أن راتب اللاعب الواحد من لاعبي الطبقة العليا، يفوق ما يتقاضاه هذا الوزير شهرياً بعدة أضعاف.

من المستغرب أن يقول أحد المسؤولين، البعيدين طبعاً عن الشأن الرياضي، تعليقاً على مقالات سامي الريامي، إن هذه الأرقام التي تناولها في كتاباته، ستسبب نفوراً في الوسط المحلي من الرياضة والرياضيين، ويجعل الناس تنظر إليهم بنظرة تختلف عن تلك السابقة، التي كانت تعتبرهم أولئك الشباب الذين يضحون بالكثير، من أجل إسعاد الشعب، حيث اتضح أن هذه التضحيات مدفوعة التكاليف، وبأسعار خيالية، لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، وكأن هذه الأرقام تكشف لأول مرة على الساحة.

اكتشفنا أنه من المفيد أن يخوض من هم خارج الوسط الرياضي، في قضايا الرياضة والرياضيين، فالأصوات التخصصية باتت تخاطب أهل الاختصاص فقط، وأن هناك الكثيرين لا يزالون بعيدين عن هموم الرياضة وبلاويها، فلربما يأتي العلاج بقوة دفع من الخارج.

صافرة أخيرة..

قال غسان كنفاني: «الوقت ضيق، الشمعة الكبيرة على وشك أن تذوب، إن البكاء والحزن لا يحلان المشاكل».. علينا أن نلحق بقايا الشمعة.

Email