الإبداع ..فزاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفارس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، مبدع، ليس فقط لأنه توج بلقب في مشاركة خارجية، وليس لأنه قاد فرسان الدولة للسيطرة على الكثير من البطولات العالمية والقارية والإقليمية التي يخوضون منافساتها، ويحرصون على رفع علم الإمارات عالمياً في صولاتهم وجولاتهم.. مبدع لأنه دائماً ما يكون القدوة لأقرانه؛ قدوة للكثير من المسؤولين، فهو قائد من الطراز الرفيع، تشرّب فن القيادة ونهل من منبع زايد وراشد وخليفة ومحمد، يعرف متى يتكلم قليلاً، ومتى يجعل الأفعال تنوب كثيراً عن الكلمات، قدوة للشباب في المثابرة والإخلاص، وتقديم الدروس في عدم الاستسلام. سبق أن كتبت في هذه الزاوية سابقاً عن درس «قلعة وندسور»، عندما لم يجعل كبوة جواده تحول دون تحقيقه اللقب في العام التالي.

إبداعات «فزاع»، في الميدان وخارجه، دروس تتوالى، وعبر تحكى، عندما يقوم برفع علم الكويت في أفراحها باليوم والوطني والتحرير، وكان من المنطقي أن يحمل علم بلاده وهو في حال المنتشي بفوزه، لكنه أراد أن يوصل رسالة للكويتين وغيرهم، أننا دولة واحدة، الإمارات والكويت والسعودية والبحرين وعمان وقطر، نفرح لفرحهم، ونتألم لألمهم، شعوب وقادة أكبر من حاسد هنا أو حاقد هناك، شعوب التفت حول قيادتها، ورفضت كل فكر شاذ، قيادة عرفت كيف تكون مع شعوبها روحاً واحدة وجسداً ضد أصحاب الأجندات الخارجية.

«فزاع» مبدع لأنه تعامل مع الفوز الأخير بكأس الخليج للقدرة والتحمل في دولة الكويت الشقيقة، بأكبر من مجرد انتصار ولقب وبطولة، بل تعامل مع هذا الموقف كرسالة واضحة، أسعدت الملايين، وأحرجت القلة المسيئة، درس لا يعيه إلا من يقدر الكلمة، ويعرف قيمة الفعل، درس يستفيد منه أصحاب الألباب الطيبة الصافية التي تبحث عن الالتقاء والمحبة، وتبغضه القلوب الحاقدة الباحثة عن الفرقة والتشرذم.

هكذا هو الفارس الشاعر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مبدع أينما كان، وحيثما حل، مبدع في حديثه، وفي فعله، قامة أسمى من الأقزام والمرتزقة.

صافرة أخيرة..

جبال الارض الشامخة يا منكر المجد العريق

                                             هاماتنا من كبر هيبتنا تطول اجبالها

كلمات مبدع قولاً وفعلاً..

الإبداع.. فزاع

Email