نحن بحق نقف على منصة ثقافية إماراتية، يمكن توصيفها وبأمانة نقدية، بالثراء والقوة والتنوع المحلي والعالمي. من الحركة المسرحية المحلية، التي صافحت تظاهرات مسرحية عالمية، إلى معارض الكتب الإماراتية، التي أصبحت اليوم في قلب الحدث الثقافي العالمي، إلى حزمة الجوائز الأدبية الإماراتية، التي تكرم الأقلام الإماراتية والعربية، إضافة إلى تكريم رموز عالمية، لها وزن معروف في الفكر والأدب والفنون، إلى حركة النشر المحلية المتمثلة في توجه كتاب قصة وشعر إلى تأسيس دور نشر إماراتية معنية بالشأن الإبداعي الإماراتي، إلى الفنون التشكيلية وامتداداتها العالمية والمعاصرة.
ويهدف المشهد الثقافي إلى رفع الوعي الثقافي، ويسلط الضوء على الإبداعات الثقافية والفنية المحلية الإماراتية والعربية والعالمية، واستعراض آخر الإصدارات الثقافية في الإمارات وخارجها، بالإضافة إلى تغطية الندوات والأمسيات المحلية، ومواكبتها أولاً بأول، فالمشهد الثقافي يحظى في دولة الإمارات برعاية ودعم لا محدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تولي سياساته وتوجيهات سموه الحكيمة اهتماماً خاصاً بتعزيز التنمية الثقافية والإبداعية جزءاً أصيلاً من الهوية الإماراتية. لم يكن اهتمام صاحب السمو رئيس الدولة بالمشهد الثقافي عابراً، لكنه أصبح راسخاً في النفس، ومتجذراً في الفكر.
وبأحرف خالدة يسجل التاريخ كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي يقول فيها: «نحن في دولة الإمارات نعد العلم والثقافة جزءاً لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها».
ولا شك في أن التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة في الإمارات وفرت الرعاية والدعم غير المحدود للكتاب والأدباء والفنانين والعاملين بالمجال الثقافي الإماراتي.
أي عمل ثقافي يتوجه إلى المستقبل من الصعب بل من المستحيل أن يتخلى عن الثوابت التي انطلق منها، وثوابت العمل الثقافي الإماراتي واضحة تماماً، ثقافة المعاصرة دون التخلي عن الأصالة والتراث، وثقافة التسامح والتنوير والمحبة، وثقافة العدل والحوار والمرونة واحترام الآخر على قاعدة الاحترام الحضاري المتبادل.