مؤشر السعادة عالمياً

في السنوات الأخيرة، شهد مؤشر السعادة تراجعاً ملحوظاً على مستوى العالم، وهو ما أثار تساؤلات عميقة حول الأسباب والدوافع التي تقف خلف هذا الانخفاض، رغم التقدم التكنولوجي والاقتصادي الكبير الذي شهدته البشرية.

أظهرت دراسة عالمية جديدة أن البالغين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، يعانون من تراجع في مستويات السعادة مقارنة بما كانوا عليه في السابق.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تعد هذه الدراسة جزءاً من «دراسة الازدهار العالمي» التي أجراها باحثون من جامعة هارفارد وجامعة بايلور، التي شملت أكثر من 200,000 شخص من 20 دولة حول العالم.

كشفت الدراسة عن أن الشباب في العديد من البلدان يعانون من مشاكل صحية عقلية وجسدية، ويواجهون تحديات في إيجاد معنى لحياتهم وفي بناء علاقات اجتماعية ناجحة.

من الملاحظ أن التراجع في مستويات السعادة لا يقتصر على الدول النامية فحسب، بل يشمل دولاً متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، على رأسها التحديات النفسية والاجتماعية الناتجة عن التغيرات العالمية المتسارعة.

أحد أبرز الأسباب وراء هذا التراجع هو الشعور المتزايد بالوحدة والعزلة الاجتماعية، خصوصاً بعد جائحة كورونا التي فرضت على الملايين حول العالم نمط حياة جديداً يتسم بالتباعد الاجتماعي، ورغم أن التكنولوجيا حاولت سدّ هذا الفراغ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الاعتماد المفرط عليها أدى إلى نتائج عكسية.

أتوقع في مواجهة هذا التراجع، تظهر الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في أولويات السياسات العامة، بحيث تركز على الصحة النفسية وجودة الحياة، كما يتطلب الأمر من الأفراد العودة إلى الاهتمام بعلاقاتهم الاجتماعية.

تعتبر الإمارات من أوائل الدول التي استطاعت أن تضع سعادة وجودة حياة المواطنين على رأس أولويات حكومتها، ما أسهم في أن نعيش جودة الحياة، بينما الكثير من الدول مازال مفهوم جودة الحياة غائباً عن أروقتها وخططها.