أعشق متابعة حديث لقاء مع كاتبة رواية تلهمني المزيد من الحافز بأني سأجتاز ذاك. الرواية تحتاج ذهناً صافياً يحدد الموضوع وشخصياته، من خلال تاريخ الحياة الشخصي للكاتب وما ظهر به من مدرسة الحياة ومراحلها وتاريخه منذ طفولته وحتى هذا الوقت. الروائي يظل إنساناً وليس عبقرياً أذهل البشرية، فلا يستهين كل إنسان بقدراته.

إذا الفكرة موجودة والموهبة متأصلة، وأجدها حين أقف صامدة أمام أي لوحة فنية أفسرها وأترجمها حروفاً وأبجديات لتحيا تلك الألوان، وأفك رموزها لتصبح حية واقعية تلامس وجداني، حين أجد نفسي في أحد المناظر الطبيعية أتأملها لتختزل بداخلي حكايات وروحانيات وقيماً وحكماً وأشعاراً وخواطر، لأصل للمرسى لأستريح من تلك الرحلة البصرية وقد أرست سفينة أفكاري لتبني نسيجاً من الأفكار والحكايات والقصص الملهمة التي تتعمق بخيالي لأجد لها مخرجاً لرواية أو قصة قصيرة أو حتى خاطرة.

حين أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتقع عيني على صورة أبدع من التقطها باحتراف لأكملها أنا بخاطرة أو رسومات، لريشة فنان ألهمتني أن أخط حكماً وقيماً تشكل مسارات الحياة، جماليات الفن والدراما التي تتذوق فيها الأمكنة القديمة بلمساتها الفاخرة ذات الأصالة التي ترجعك زمناً قد أوجعك رحيله بأثوابه العتيقة بعادات وأعراف متأصلة، بسكيك ودروب وكأنك سلكتها يوماً بأحداثه اليومية وشجون وأفراح عاشتها شخصياته، كل ذاك وحين أبدو بأن في جعبتي شيء قد تراكم وازدحم يحتاج لترتيب لإخراجه بشكل يليق بالأدب والفن الذي يقدم رسالة قد تعاش في صفحات مليئة بالأحداث والتشويق.

لكل منا موهبة قد دفنت وأهملت وأوجعت ولكنها لا تزال زاوية من الحياة تحتاج أن نضع بها لمسات تلفت الأنظار والانتباه، فأشرق بذاتك ولا تهملها، ولنفسك حقوق لا تتنازل عنها، لأنك ستترك أثراً، فليكن مصباحك لا ينطفئ، فمهما كانت أضواء العالم حولك لا تسعفك؛ لأنك خلقت مختلفاً.