متلازمة الاحتراق الذاتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكثير من الناس يقضون أغلبية حياتهم في مهام كثيرة في العمل والدراسة، ويكاد المرء في بعض الأحيان لا يجد وقتاً لممارسة أموره الشخصية والتفرغ لنشاطاته الاعتيادية، هؤلاء للأسف لا يشعرون بقيمة أنفسهم إلا عندما يصيبهم المرض، إنهم أشخاص يعيشون بيننا يهتمون بالآخرين، يضحون بوقتهم وصحتهم من أجل أسرهم وتربية أبنائهم ووظائفهم، تتعدد مهنهم وتختلف وظائفهم، هؤلاء يعانون من متلازمة الاحتراق النفسي أو الذاتي، وهو مصطلح طبي يطلق على مجموعة المشكلات النفسية التي تواجه الأشخاص العاملين مثل الإجهاد والإرهاق، مما يسبب ضعفاً عاماً، كما لو أنك تحترق بالفعل من الداخل من أجل الآخرين.

تؤكد الدراسات النفسية أن متلازمة الاحتراق النفسي تستهدف الأشخاص الذين يتطلب نشاطهم المهني التزامات كبيرة في علاقات العمل، مثل الأخصائيين الاجتماعيين وأصحاب المهن الطبية والمعلمين، ولكن مع تطور الحياة وأساليبها المعيشية بدأت تدخل فئات جديدة في حيز الاحتراق الوظيفي والنفسي والأسري.

هؤلاء يحتاجون منا إلى الإرشاد والتوجيه والنصيحة والدعم المعنوي والنفسي، هؤلاء يحتاجون إلى التوازن في حياتهم نحن لا نستطيع أن نحرك ونغير العالم، بل علينا أن نبدأ بتحريك أنفسنا أولاً. فكيف يمكنك أن تحدث تغييراً في العالم دون أن تبدأ بنفسك؟ الغالبية العظمى منا يسعون لتغيير كل الأشخاص من حولهم، دون أن يفكروا في مدى أهمية تغيير ذواتهم. باختصار عليك أن تغير أفكارك، وحياتك فالاحتراق النفسي والذاتي لن يحرق سواك ولن يغير العالم من حولك.

كم من الجميل أن نحب ونضحي بأوقاتنا وحياتنا من أجل سعادة الآخرين، ولكن في اللحظة نفسها هي دعوة لنحب أنفسنا ونمنحها ما تستحق من العناية والاهتمام، في هذا السياق يقول الطبيب النفسي الدكتور ديفيد فيسكوت: إذا أجلت سعادتك وقدمت عليها سعادة الآخرين، حتى لو كنت تعتقد أنك تفعل هذا بدافع الحب، فسينتهي بك الحال إلى الشعور بخيبة الأمل إزاء ردود أفعالهم تجاهك.

Email