فن إدارة الوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحنا جميعاً نشكو من ضيق الوقت، وأعمالنا اليومية لا تكاد تنتهي، رغم انتهاء اليوم، الجميع يشتكون من تزاحم المهام، والسؤال، هل الخلل في كثرة المهام، أو عدم وجود مهارة وفن لإدارة الوقت؟ الذي يحدث أن الوقت هو عبارة عن أربع وعشرين ساعة، لن تزيد ولن تنقص، نذهب إلى مقار أعمالنا بشكل يومي، ونقضي هناك نحو ثماني أو تسع ساعات، وفي هذا الوقت، لا بد علينا أن نحاول إنجاز أعمالنا، وبذل جهدنا لإنجاز تلك الواجبات والمهام المناط بها، وإلا تراكمت علينا.

إن طبيعة الحياة المتسارعة، تتطلب منا العمل بكل ذكاء ومرونة، فلا وقت للتسويف أو التأجيل، أو حتى المماطلة، لأن التأخير سوف ينتج عنه التراكم والتزاحم بالمهام، وتبقى عملية إدارة الوقت مشكلة يومية ومكررة، يعاني منها الجميع، في مقار الأعمال، وعلى مستوى الطلاب والطالبات، وهناك الكثير من الدراسات، وعشرات الاستبيانات التي توجه اللوم في عدم وجود إنتاجية، أو تدني مستوى العمل في الوظائف، إلى مديري ورؤساء المؤسسات، لهذا، نجد أن أكثر المؤسسات التي تعاني من قلة الإنتاجية، لا توجد لديها عملية رقابة أو تقييم، بل نجد تنامي حالة من الإهمال والكسل، وتجمعات الموظفين، وتركيزهم الشديد على تسويف الوقت، وقضائه في الأحاديث الجانبية، في حين أنه من المطلوب من الجميع أن يفهم كيفية إدارة الوقت، وتنمية معرفته ومهاراته في ذلك.

والمشكلة عندما يؤجل الطالب واجباته، ويتأخر في تقديمها، وعندما يؤجل الموظف إنجاز مهمة عمل مكلف بها، وغيرها من المبررات التي يسوقها الجميع.

أتذكر في هذا السياق، المثل الصيني الذي يقول: «أي وقت، هو الوقت المناسب».

لا تستسلم للتسويف، ولا تدخل في دوامة من التكاسل.

بل نحتاج إلى الإبداع والحماس فيه، يقول كاتب المقالات والشاعر الأمريكي رالف والدو إمرسون: «الحماس يعد أحد أقوى محركات النجاح، فعندما تفعل شيئاً، افعله بكل قوتك، وكرّس كل طاقاتك من أجله، اخلع عليه طابعك الشخصي، كن نشطاً ومفعماً بالحيوية والحماس والإخلاص، وسوف تحقق هدفك، ليس هناك من شيء عظيم تحقق دون حماس».

إذا عرفت كيف تدير وقتك، حتماً سوف يدفع بك ذلك إلى الحماس والإبداع والابتكار، وينمو لديك حب العمل، وربما هذا كفيل بأن يوجهك نحو الطريق الصحيح، إن إدارتك للوقت، سوف يقدمك دون كلمات ومدح، بل ثق في هذا، فإدارة الوقت فن وذكاء وحنكة.

Email