عملة نادرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر بنا نماذج فريدة ونادرة من الناس؛ يتميزون بخصال عظيمة من المبادئ والأخلاق والمثالية، التي لا نجدها كثيراً، وبالأخص في هذه الأيام؛ هذه النوعية من الناس تساعد الجميع من دون مقابل؛ يتقبلون الكل بحب، ولديهم ذهن وعقل متيقظ ومتقد للجميع من دون استثناء. هم موجودون هنا أو هناك، لكنهم نادرون تماماً.

تجدهم في مقار العمل، وبين أفراد الأسرة في بعض المناسبات قد تلتقيهم في النادي، ثم تربط بينك وبينهم محبة وصداقة وعمق في العلاقة، وكأنك تعرفهم منذ أمد بعيد، وربما علاقتك بهم في تلك اللحظة لا تتعدى الدقائق أو الساعات، ولكن تشعر بأن هذا الشخص تعرفه، وقد صادف أن التقيته، ثم يصبح بينك وبينه علاقة قوية، تتعدى مرحلة الصداقة إلى الأخوة.

بعض من هؤلاء نعتبرهم نهراً من العطاء والمشاركة والمحبة من دون تردد، فكم مرة واجهتنا مشاكل معينة، وشعرنا بالحيرة والخوف، وعدم الثقة في حل هذه المشكلة، ولكن بمساعدة هؤلاء الأشخاص الطيبين، الذين تضعهم الصدف في طريقنا، حيث يقومون بمساعدتنا على حل هذه المشاكل وكأنها مشاكلهم، ويقدمون المساعدة لنا حتى ننتهي من حلها، ويحملون معهم مشاعر الامتنان والشكر والابتسامة، فمثل هؤلاء موجودون بيننا؛ تكون رغبتهم وهمهم مساعدة الآخرين، ونراهم شعلة متقدة من الحماسة، هذه الفئة من الناس تشعر بالسعادة عندما تقدم خدماتها من دون مقابل، ولكن أحياناً قد يفهم تعاملهم الطيب برفض عنيف أو حتى تفسير خطأ؛ إنني دائماً أؤمن بأن خير الأمور الوسط في مثل هذه التعاملات، وأشجع مثل هذه المبادرات، التي تقوم على تقديم المساعدة والمقترحات وحل المشاكل؛ فهناك أشخاص يبادرون ويجتهدون، وفي اللحظة نفسها تجدهم قريبين ممن أحبوا، وقد يكبدهم هذا الاهتمام خسارة وقتهم، فضلاً عن تعب مُضنٍ.

مثل هذه القصص ربما تكون غريبة، ولكن موجودة في مجتمعنا، ويجب أن نحترمها، لأنها قائمة على الصدق والمحبة لأشخاص تركوا في داخلنا أثراً جميلاً وعظيماً لا ينسى.

 

Email