فلنحسن الاختيار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يمضِ على زواجهما عام، لكنك سرعان ما تبدأ سماع نغمة التذمر، ويبدأ كل منهما بوصف حياته بأنها جحيم وأنه لم يجد الراحة منذ أن تزوج، وهنا تستغرب هذا الوصف، فلم يمضِ على الزواج سوى أشهر معدودة لتبدأ عملية إصدار الأحكام والتذمر، هي حالة تسبق الانهيار وقرار الانفصال.

الخلافات الزوجية وتباين وجهات النظر أمر طبيعي ويحدث، وعلى الزوجين أن يدركا هذا الأمر، كما يجب عليهما الحرص على أن لا يتطور الخلاف أو يتكرر، وإذا ما دققنا نجد أن أكثر الخلافات التي تقع في مرحلة الزواج الأولى تنتج عن جهل وعدم معرفة بالآخر، وهو ما يؤدي في النهاية للانفصال ونهاية مشروع بناء أسرة.

وإذا ما قدر للعلاقة الزوجية الاستمرار بعد السنة الأولى، يجب على الزوجين أن لا يظنا أن الخلافات انتهت، لأن الخلافات كما قلنا أمر طبيعي وتحدث نتيجة لمعطيات مختلفة، إذن الخلافات موجودة ولا يمكن حلها بالصراخ وتباين الآراء والخصام، فكيف تستمر الحياة بلون واحد؟ وكيف نكتسب المعرفة والعلم إن لم تختلف وجهات نظرنا وإن لم تتباين الآراء؟ ولماذا ننظر للخلاف والتباين كسبب يؤدي لانهيار الحياة الزوجية؟

طبيعة الحياة الزوجية تحتاج منا إلى الصبر ومحاولة فهم الآخر، فتلك علاقة يجب أن تستمر حتى نهاية العمر، وهذا يتطلب جهداً للمحافظة عليها وتضحية من الطرفين، فالزواج من أهم العلاقات الاجتماعية، والسبب ببساطة أن أي علاقة اجتماعية لها خيارات أخرى، فالصديق قد تستبدله والزميل قد تبتعد عنه والأخ أو الأخت قد تبتعد عنه وتأخذكم الحياة لطرق مختلفة ومتباينة، لكن الزواج هو الرباط المقدس المحمي بعقد، قدَر الزوجين أن يسيرا مع بعضهما البعض في رحلة الحياة والعمر خلال سنوات حياتهما.. فلنحسن الاختيار.

Email