توقف عن جذب الفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

البعض منا يكلف بأعمال وربما لا ينجزها بشكل مثالي، أن نتعثر في بعض المراحل الدراسية لا أقول إنه أمر طبيعي، لكنها أمور قد تحدث.

وقد نشعر بالخيبة والإحباط من أقرب الناس إلينا، فكم منا تعرض لسهام النقد من أقرب الناس إليه!

ولكن تلك ليست نهاية الطريق، لماذا لا تعيد الكرة مرة واثنتين وثلاثاً، وستنجح في النهاية، هناك قائمة طويلة من الإخفاقات وعدم التوفيق نتعرض لها خلال مسيرتنا الحياتية، فهل تجعلنا هذه الإخفاقات نشعر باليأس والإحباط؟ هل تتلبسنا حالة من الإحباط لأننا أخفقنا في أماكن عدة ولم ننجح فيها، إذا كنت تفكر بهذه الطريقة الحساسة تجاه كل ما يعترض طريقك عندها ستفشل، ويكون هذا الفشل ليس بسبب ظروفك أو جهلك أو عدم معرفتك بالأمور أو عدم امتلاكك مهارة معينة، ولكن نتيجة لطريقة تفكيرك وتعاطيك مع العقبات والصعوبات بطريقة غير صحيحة، نحن نجذب الفشل إلينا، نعم عندما نخفق في أمر عابر لأي سبب بعد محاولتنا، نجد أن بعضنا يجيد تفضيل الفشل ولبسه بشكل مستمر، وننسى أن الإخفاقات خير معلم وخير من يمنحنا الخبرة والتدريب.

إن عدم إتمامنا بعض المهام التي تطلب منا بشكل سليم ودقيق لا يعني التوقف ولا الحزن، بل إعادة المحاولة حتى نكتسب المعرفة والثقة بأنفسنا. والفشل الوحيد والحقيقي في الحياة هو الذي لم يعلمنا شيئاً، فالفشل يكمن في الشعور بالعجز والإحساس بعدم القدرة على ممارسة أمورنا بشكل طبيعي، وإذا لاحظنا أن الكثير من العلوم والمخترعات التي بين أيدينا لم تكن لتكتشف إلا بعد الكثير من الإخفاقات والمحاولات التي كتب لها في النهاية النجاح، ليست المشكلة في الخطأ والفشل والإخفاق، وإنما في عدم التعلم من الدروس الناتجة عن هذا الخطأ وكيفية تجاوزه بذكاء وحنكة ومهارة.

Email