وجهة نظر

كنز لا ينضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول علماء التربية، إن تعويد الطفل على القراءة منذ طفولته يساهم في تنشئة جيل لديه شغف المعرفة والبحث؛ وستجده يقرأ كل ما له علاقة بالتقنيات وثورة الاتصالات، وسوف يكون مستوعباً وفاهماً للحراك العلمي وتطور البشرية، القراءة ليست فقط في الكتب وإنما في البحث المعلوماتي على المواقع الافتراضية، حيث بإمكان القراءة أن تمنحك القدرة على معرفة ما الذي ينقصك والمواضيع التي تحتاجها. خاصية الفضول المعرفي موجودة لدى الإنسان منذ القدم، في الإرث الذي تركه، في التساؤلات التي طرحها، تتضح في تأمله الطبيعة والحياة التي تحيط به، وفي الخيالات التي سكنته وهو ينظر نحو السماء الصافية، وتدوين الملاحظات الفلكية، جميعها معلومات وجدت في بقايا أثرية أفصحت عن حجم الفضول البشري الذي تواجد منذ القدم في قلب وعقل الإنسان.

وحدد علماء التربية عدداً من المعايير التي يمكن أن تساهم في زيادة مهارة القراءة لدى الأطفال، كتخصيص موعد يومي للقراءة، من 10 دقائق إلى 20 دقيقة، ليعتاد الطفل على وجود الكتب في حياته. ولا ننسى أن تعويد الطفل على الذهاب إلى المكتبة برفقة أهله، أمر حيوي يفتح أمامه آفاقاً أوسع في عقله ويمنحه خيارات أكبر عند اختيار الكتب. والحقيقة، أن الطفل الرضيع مثلما يحتاج إلى الغذاء والاستقرار وحنان الوالدين، يحتاج أيضاً إلى سماع القصص والحكايات التي تنمي أفكاره ومعارفه وتقوي عقله.

ونستنتج أن قوة العقل البشري تحتاج للعلم، تحتاج لتغذيته بالمعلومات، ونحن في هذا العصر بين أيدينا الكثير من المعلومات التي تعتبر كنوزاً معرفية لا تقدر بثمن والمطلوب الاختيار من بينها الأصلح والأكثر جدوى لنا ثم تعلمها والقراءة حولها، وبهذه الآلية تنمو عقولنا وتصبح أكثر ذكاءً وحضوراً وابتكاراً ونزرع في داخل أطفالنا حب القراءة والكتب.

Email