سعادة وهمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أهم المشاكل التي تعانيها معظم المجتمعات قضية الإنفاق المالي، فنرى سبلاً وطرقاً متنوعة في هذا المجال، ونشاهد كيف يتم شراء المستلزمات دون حاجة، وفي اللحظة نفسها بتنا نرى أن التسوق بات لدى البعض نوعاً من الترفيه والتسلية، وهذه العادة لا دخل لها بمستوى الدخل الشهري للفرد، فالجميع ينفقون والجميع يشترون ما لا يحتاجونه ويستهلكون الذي هم في غنى عنه، والنتيجة الإفلاس.

قد يفاجئ البعض عندما يعلم بأن البنوك تتفنن في تشجيع هذا السلوك الاستهلاكي من خلال برامج وتمويلات مالية ذات أرباح، تصرف بطاقات مخصصة للتسوق والتبضع، ويقوم المستهلك بالتسديد شهرياً على شكل أقساط مع أرباح ليست قليلة، والذي يحدث تحديداً أن المستهلك يصرف من راتبه الشهري مباشرة ويصرف من البطاقة الائتمانية كدين مؤجل مع الفائدة، وقبل نهاية الشهر يصبح رصيده المصرفي صفر ويستمر في السحب من البطاقة، وفي نهاية المطاف تتزايد المديونية، وتصبح عبئاً شهرياً ثقيلاً يستقطع جزءاً لا بأس به من مرتبه. قضية الإنفاق المالي من القضايا المحورية التي تحتاج مزيداً من التوعية والتنبيه وزيادة معرفة المجتمع بخطورة الفوضى المالية على مستقبل الفرد والأسرة.

والمشكلة أن كل هذه الالتزامات المالية تصبح أكثر قسوة فتؤثر على نفسيتك وعلى صحتك، وإذا أمعنا النظر فإن الكثير منا يتوجهون نحو الوقوع في هذه الشبكة بمحض إرادتهم وموافقتهم. والذي أتمناه أن يصدر قانون ينظم عملية الاقتراض كأن يوضع من عليه قرض مالي يستقطع من مرتبه الشهري أكثر من النصف في قائمة حظر تمنعه من الاستفادة من أي برنامج للاقتراض من أي مؤسسة مالية، ولا يرفع ذلك الحظر حتى يسدد الالتزامات المالية المترتبة عليه.

والنصيحة الذهبية: لا تضعف أمام سيل الإعلانات ولا تستسلم للاستهلاك، ولا تحمّل نفسك هم الليل والنهار، لمجرد مظهر لا يعكس واقعك الحقيقي.

Email