ويبقى شبابنا عنواناً لمستقبلنا المنشود

ت + ت - الحجم الطبيعي

لازدهار الحضارات ونهضة الأمم أبوابٌ أعمدتها العلم والإبداع والابتكار، إلا أن مفاتيحها تكمن في العمل والإنتاج؛ فالمجد لا يعلو بغير عزيمة. عزيمةٌ قوامها الشباب لأنهم القلب النابض والساعد القوي لأي مجتمع بنشاطهم وطاقتهم وعطائهم المتدفق، والأوطان لا تُبنى إلا بسواعدهم ومهاراتهم.

وإن أرادت أي أمة الرقي والتقدم، فلا بد لها من أن تشرك شبابها في نهضتها، وأن تؤمن لهم الأدوات اللازمة لانخراطهم في مسيرة البناء.

ننعم في الإمارات بالعيش في ظل نهضة شاملة تبهر العالم، وتشكّل مصدر فخر لكل مواطن ومقيم على أرض هذه الأرض المعطاء. نهضةٌ وضع بذورها أجدادنا وآباؤنا، ولم يكن لها أن تينع وتثمر لو لم يضع حكماؤنا آمالهم وثقتهم في شباب الوطن لقيادة دفة التطوير والإنجاز والمضي بها نحو آفاق لا محدودة.

ونحن على تلك الخطى نتابع المسير نحو مستقبلنا المشرق، واضعين ثقتنا بشبابنا كطرف حيوي في صناعته، ومدركين أن تحصينهم بالفكر والثقافة والإبداع، وتهيئة المناخ اللازم لبناء مهاراتهم هو الضمانة ليكونوا فاعلين في أداء أدوارهم.

ونحن اليوم في هيئة الثقافة والفنون في دبي اتخذنا من تمكين مواهبنا الشابة وأجيالنا الصاعدة وبناء مهاراتها وتطويرها عنواناً عريضاً لما نقوم به في كل يوم لتعزيز مهارات الشباب في العالم.

إن خلق البيئة المحفزة لطاقات شبابنا والحاضنة لطموحاتهم هو أولوية في مهمتنا، ونسعى في كل خطوة نخطوها إلى توفير المنصات الداعمة والممكِّنة لقدراتهم، وضمان حصولهم على فرصٍ للتدريب وتطوير مهاراتهم الفكرية والمهارية والحياتية.

الصناعات الثقافية والإبداعية من أكثر القطاعات نمواً في الإمارات، ونسعى لتعزيز إسهامها بشكل فاعل، ليس على المستوى الاقتصادي وحسب، بل على المستوى الاجتماعي أيضاً.

ولتحقيق ذلك، نعمل على تمكين وإلهام موهوبينا ومبدعينا الشباب وصقل مهاراتهم في شتى صنوف الإبداع؛ من أدب وفنون بصرية ومسرح وصناعة أفلام وتصميم وحرف يدوية وفنون العالم الافتراضي وغيرها، إلى جانب تهيئة بيئة الأعمال المواتية للحرفيين ورواد الأعمال للانطلاق والازدهار.

وليست مشاريع مثل مهرجان دبي لمسرح الشباب، ومهرجان المرموم: فيلم في الصحراء، ومهرجان سكة للفنون والتصميم ومنطقة القوز الإبداعية، إلا بعض نماذج عن الحاضنات التي نوفرها لرعاية مواهبنا الشابة وإطلاق قدراتها.

نعم، نحن نعتز بشبابنا ونعقد عليهم آمالاً كبيرة.. ولأنهم شركاؤنا الحقيقيون في التنمية المستدامة وصناعة مستقبلنا المشرق، نعتني بهم، ونذلل العقبات أمامهم، ونفسح لهم المجال لبناء مهاراتهم وصقلها، وإطلاق إمكاناتهم الإبداعية، ونفتح لهم الفرص المناسبة لاستثمار هذه الإمكانات. إنهم جزء لا يتجزأ من خططنا الاستراتيجية، وسيبقون دوماً عنواناً لمستقبلنا المنشود نحو آفاق التقدم.

 

Email