نظرية الجبل الجليدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

معظمنا تعود على رؤية الهدف النهائي، وتذوق طعم النجاح، خاصة ذلك الذي يكون نتاج عمل جماعي، وتعودنا على التعامل مع النتيجة النهائية، دون إدراك لحجم وعظم التكاليف التي اضطر الآخرون لدفعها للوصول إلى الهدف وتحقيق النجاح، حيث تظل هذه التكاليف مخفية عن الأنظار، أو «تحت السطح» إن صح التعبير، وهو ما يتوافق مع نظرية «الجبل الجليدي» التي رأت النور قبل عقود عدة، ولا يزال تطبيقها يأتي أكله حتى اللحظة، كونها تمنحنا الفرصة لأن نتخيل، وأن نسمح لأنفسنا رؤية ما لا يراه الآخرون، وأن ندرك حجم العوامل الحقيقية التي مر بها فريق العمل أو الشخص للوصول إلى هدفه النهائي وتحقيق النجاح.

النجاح يشبه تماماً الجبل الجليدي، حيث يوجد له جانب عميق جداً، نادراً ما نراه أو نتمكن من الوصول إليه، ففي هذا الجانب تكمن الساعات غير المرئية، وكمية عالية من الإخفاقات والتجارب والتذبذب، ولحظات الفشل وأزمات الثقة التي عاشها الفرد أو الفريق قبل وصوله إلى الهدف النهائي، وبلا شك أن نظرية «الجبل الجليدي» تثبت لنا أنه دائماً ما يسهل الوصول إلى حل لإشكاليات السطح، بينما المشكلات الموجودة تحت الماء تكون أكثر صعوبة، وتعقيداً، وهي التي تتطلب منا المثابرة.

يقول ديفيد بيرل، مضيف برنامج نورث ستار بودكاست، ذات يوم: نحن نرى الجوائز، وليس العرق. نرى الدبلومات، وليس الواجبات المنزلية. نرى العروض، وليس التدريبات، إن دققنا أكثر في هذا الوصف، سنكتشف مدى عمق المسألة، ومدى أهمية التروي في الحكم على الآخر، فلا أحد يدرك ما مر به من سهر وتعب حتى تمكن من تحقيق النجاح، وهو ما ينطبق أيضاً على المؤسسات والشركات الناجحة، فلا أحد يدرك حجم التحديات التي مرت بها قبل نجاحها في التربع على العرش.

مسار:

الصبر والتروي مفتاحان أساسيان لتحقيق النجاح

 

Email