العطاء كالعطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضع ضمن جدولك مساعدة الآخرين، ليس بالضرورة أن تكون هذه المساعدة كبيرة وترهق كاهلك، بل قدر ما يسمح به وقتك وجهدك وطاقتك سواء المالية أو النفسية.

لكن المهم أن يكون بذل المعروف دون ثمن، بحب وأريحية، ودون أي حسابات مسبقة أو تفكير لتحقيق مكاسب، يجب أن ندرب أنفسنا على تقديم أعمال جميلة للآخرين لا ننتظر من ورائها أي مكاسب أو لا تدفعنا نحوها أي ميولات أو أسباب. ولا تخف فإن هذا العمل الجميل سيرتد عليك بطريقة أو أخرى بشكل جميل يبث في روحك السعادة. يقول المؤلف والمدرب في التنمية الذاتية روبن شارما: «دائماً ما يلتصق القليل من العطر باليد التي تعطيك الورود»، وهو محق، قدّم الجميل وابذل الفرحة، وستحصد السعادة.

إن من يجعل العطاء مبدأ من مبادئ حياته هو كمن يفتح نافذة واسعة من الخير على هذه الحياة، لأن العطاء للفقراء والمحتاجين هو فتح نافذة من الأمل في قلوبهم، هو مساعدتهم على التغلب على ظروف الحياة وتقلباتها، وكل ما نقدمه وما نعمله في حياتنا من العمل الصالح أو الطالح تجاه الآخرين سيرتد علينا إما إيجاباً أو سلباً، هذه سنّة الحياة، وأيضاً هذا ما نشاهده وما نقرأه وما نسمعه من قصص مذهلة عن أناس وجدوا مفاتيح من الخير وجزاء المعروف بما كانوا يقدمونه للناس، وأيضاً نسمع ونقرأ سوء العاقبة لكل من أخطأ وتجنّى على الآخرين.

أعتقد أنكم تتفقون معي أن في ديننا الحنيف حثاً واضحاً وصريحاً على مثل هذه القيم، واليوم أعتقد أن هناك الكثير جداً من الثقافات من مختلف الأمم تشاركنا رغبة العمل الإنساني وبذل الخير للآخرين ومساعدة المحتاج دون إعلان وتشهير، وبالمناسبة فإن المحتاج في بعض الأحيان قد يكون محتاجاً للتشجيع أو لكلمة وتوجيه، وليس بالضرورة دوماً أن يكون محتاجاً مادياً، المهم ما أجملها من ثقافة لو قدر لأحدنا أن ينشرها ويبثها ويبدأ بنفسه في تطبيقها، لتستمر دائرة متصلة من فعل الخير.

لا تقوم مشاعر البهجة على الأنا والأنانية، بل إن أكثر ما يبعثها وينشرها هو العطاء تجاه الآخرين، هي كالرائحة الزكية العطرة بمجرد أن تخرج من القنّينة فإنها تنتشر في الأرجاء ويشعر بها الجميع، لنمنح السعادة للآخرين دون تردد أو حسابات، لنكن عفويين محبين الخير للجميع، وستغمرنا المشاعر الجميلة، وينتشر في الروح الهدوء والطمأنينة.

Email