عملية التفكير والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ الأمور كافة دوماً من التفكير، ويبدأ العمل المبدع من التفكير، ويبدأ التميز في أي حقل من حقول الإنتاج بالتفكير، ويفترض بهذا التفكير أن يتحول لخطط ثم تنفذ لتصبح على أرض الواقع، بل إن الإدارة نفسها تقوم على عملية التفكير، وليس أي تفكير، بل المبدع والمحدد المعروف أين يتوجه ولمن، وغرضه وهدفه.

المؤلف ديل كارنيجي، الذي يعتبر مطور الدروس المشهورة في تطوير الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية، يقول في هذا المعنى: «الإدارة هي لعبة فكرية، وكلما فكرت بطريقة أفضل حققت نتائج أعظم، لذا فكر جيداً، وانتقِ من يفكر، واعمل مع من يفكر».

إننا لا نضع الخطط المستقبلية، لا نحدد أهدافنا، لا نجلس ونفكر في ما الذي نريده بالضبط؟ وما الذي نتطلع لتحقيقه في المستقبل؟ وكون معظمنا إذا لم نكن جميعاً لنا طموحات وغايات وأهداف، إلا أننا لا نمنح أنفسنا وقتاً للتفكير في هذه الاحتياجات، ولا كيفية تنفيذها وتحقيقها لتكون على أرض الواقع.

الذي يحدث في كثير من الأحيان أن البعض منا يشقُّ طريقة نحو التحصيل العلمي والدراسي، وآخرين يشقون الطريق نحو الحياة العملية مباشرة، وهناك من يكون طريقه نحو التجارة الحرة، وغيرهم كثير.. كلٌّ في مجال حياتي محدد.

هناك من يتحقق له النجاح، والبعض يخفقون، هذا جميعه وارد ومتوقع في طرق الحياة المتعددة، لكن توجد نقطة يتساوى فيها النجاح والفشل، وهي العمل، الذي يفرق بينهما، أو النقطة التي تفصل بينهما هي التفكير. وكما قال هنري فورد، مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات: «أنت في الطريق الصحيح طالما أنك تفكر، سواء حققت ما تريد أم لم تحققه»، والسبب ببساطة أن التفكير في نهاية المطاف هو من سيقودك نحو مبتغاك وتحقيق النجاح، المهم أن تفكر، وعقلك سيتكفل بالباقي، وإذا قررت البدء بعملية التفكير في ما تريد تحقيقه صدقني أن هذا العقل سيقودك مباشرة نحو التخطيط، ونحو ترتيب الطريقة المثلى لتحقيق أهدافك، ابدأ بالتفكير من الآن.

Email