المشكلة.. مَن تحاور؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم مرة شعرت بالانزعاج، كون الذي تحدثه لا يصغي لك؟ بل كم مرة وأنت تتحدث في موضوع هام، وتستجمع قواك الذهنية للتركيز فيه، فيأتي من يتحدث ويرفع صوته، ويقطع حبل أفكارك؟ متأكدة أنهم كثر من مرّوا بمثل هذه المعاناة.

لكن في الحقيقة، نحن الذين نلام، وليس الطرف الآخر، واللوم يقع علينا لسبب بسيط، وهو منحك لطرف أهمية وهو لا يستحقها، أو الحديث معه في موضوع يتجاوزه، ويتجاوز قدراته الذهنية، فمن الطبيعي أن يقطع حديثك أكثر من مرة، لأنه لا يفهمه.

وقد صدق المخترع والمفكر الإنجليزي توماس بين، حين قال: «محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق، أشبه بإعطاء الدواء لجثة».

افهم أولاً من تحاور؟ ومع من تتحدث؟ حتى لا تصطدم بموجات من عدم المبالاة أو تسفيه كلماتك.. مجرد نصيحة..

الحوار في أبسط معالمه، هو كلمات يتم تبادلها في حديث بين طرفين أو أكثر، في جو من الهدوء، أو يفترض هذا، أو من الممكن أن يكون الحوار عبارة عن كلمات ونصوص، تماماً كما نشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويمكن، بما أنه جاء الذكر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تكون دلالة واضحة لانحراف مفهوم التحاور والنقاش الإيجابي في البيئة العربية، وافتقار الكثيرين لمعرفة جوهر الحوار وهدفه، حيث يكثر الغمز واللمز والاستهتار، وإلقاء كلمات على الآخر، الهدف منها الحط من قدره وفكرته أو توجهه، وهذا الواقع يدلل على أهمية قصوى، بأن نبدأ بنشر ثقافة التحاور، وآدابها ومنهجها وطرقها، على الجانب الثاني، نحن نحتاج للمزيد من القوانين التي تحمي خصوصيات الناس، والتهجم عليهم في المواقع العامة والخاصة، ويتم استخدام الحوار كذريعة.

Email