الإدارة.. فن وقيادة

لم تكن الإدارة في أي يوم من الأيام غضباً وتبرماً وإصدار أوامر، بل هي فن وذكاء. هي إقناع موظفيك بأن عملهم مهم ويحدث فرقاً في المنشأة، إذا شعر الموظف بهذه الأهمية فإنه سيعطيك الإخلاص والدقة. المدير الناجح الذي يستطيع أن يشعر كل واحد من موظفيه بأنه هو الأهم وهو الذي يعتمد عليه، المدير الناجح هو الذي ينجح في إقامة جسر من المودة والتفاهم مع كل موظفيه دون تمييز أو تفضيل.

يقول القائد العسكري الصيني الشهير، الذي توفي عام 496 قبل الميلاد مؤلف كتاب فن الحرب: «القائد الماهر هو الذي يقود أتباعه وكأنه يقود رجلاً واحداً في يده». وبالمثل أقول إن المدير الناجح هو الذي يقود موظفيه ويتعامل معهم وكأنهم كتلة واحدة.

نحن نفتقد لمثل هذه الروح في بيئات كثيرة من العمل، هناك ما يشبه التذكير الدائم للموظف بأن لا ينسى درجته الوظيفية، هناك سياج وسياج يتم وضعه أمام الموظف ويتم يومياً التنبيه بطريقة غير مباشرة بعدم تجاوزه، والبعض يعتقد أن المراتب والدرجات الوظيفية هي قواعد للتعامل والتعاطي في العمل، والحقيقة هي تنظيمات وظيفية حتى يعرف كل واحد دوره ومهام عمله، ولا علاقة لها بالروح الإنسانية والأخلاق وطرق التعامل مع الآخرين. المدير الناجح هو من يقود فريق عمله بمهارة إنسانية مفعمة بالأخلاق والقيم النبيلة.