أصحاب الإرادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

النظر إلى مدمني المخدرات من زاوية أنهم مرضى يحتاجون إلى تأهيل وعلاج وليس من زاوية أنهم «وباء اجتماعي» يعد نقلة مهمة في مساعدة المدمنين على الإقلاع عن آفة المخدرات، والدخول إلى مرحلة جديدة، وحياة أخرى تؤهلهم للدمج الاجتماعي.

وتحرص دولة الإمارات على تكريس هذا المنهج في النظر والتفكير عند التعامل مع الراغبين في العلاج من آفة الإدمان، حيث يطلق على المتعافين من الإدمان أو السائرين في طريق التعافي مسمى «أصحاب الإرادة»، في إشارة إلى تحليهم بالقدرة على تجاوز هذا المرض عن طريق طلب المساعدة واللجوء إلى الجهات المختصة، وتقديم الدعم والعلاج اللازم لهم.

ولا ننسى أيضاً توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي، لتوفير العلاج وإعادة التأهيل للأشخاص المصابين بآفة الإدمان، وتشجيعهم على العلاج في المركز، والمشاركة في وقاية أفراد المجتمع من كافة صور الإدمان، وخطر الوقوع فيه، وتشجيع المدمنين على تسليم أنفسهم، للتخلص من الآفة والعلاج دون مساءلتهم قانونياً.

هذه المبادرات تأتي متزامنة مع تكثيف الأجهزة الشرطية في الدولة لحملات التوعية بمكافحة المخدرات ووقاية الشباب منها، لأنها ترى التوعية خطاً وقائياً لا بد منه لمكافحة المخدرات، مع التركيز على الوعي الأسري، الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن الاجتماعي، لما للأسرة من أهمية في توعية وتحذير الأبناء من الانجراف إلى الإدمان على المخدرات.

الوقوع في براثن آفة الإدمان له الكثير من المسببات والطرق، التي يدخل من خلالها المروجون إلى عقول الشباب، غير أن الإقلاع عن هذه الآفة له طريق واحد، ألا وهو الإرادة الصلبة والرغبة بالعودة إلى الحياة، التي سلبتها آفة المخدرات.

Email