الجسر نحو الحضارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعدت بالمشاركة في أعمال مؤتمر الترجمة الدولي، الذي اختتم قبل بضعة أيام في أبوظبي، وكان عنوانه: «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن، صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»، وكان بتنظيم من الأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية.

هذا المؤتمر ضم 70 باحثاً وخبيراً من 25 دولة، وتم النقاش حول دور الترجمة في توضيح صورة الإمارات وحضارتها وموروثها، فضلاً عن جملة من القضايا الأخرى كالتحديات الثقافية بين اللغات، وتطرقت أوراق العمل المشاركة لمواضيع عديدة مثل الدور الحيوي والهام للجامعات، سواء في الإمارات أو في العالم العربي، في مجالات التدريس وإعداد الدارسين لسوق العمل، وهناك مواضيع كانت تدور حول الهوية والترجمة والحداثة والتطور، وتعزيز الهوية الوطنية، والجميل والذي يثلج الصدر أن المؤتمر ضم الكثير من الدراسات والبحوث الهامة، في مجالات الترجمة، وترابطها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى.

والحقيقة أن مثل هذه المؤتمرات والفعاليات، على درجة عالية من الأهمية، وأتمنى تنامي الاهتمام بمجالات الترجمة، لتكون واقعاً يومياً، لأن التطور والتقدم، لن يتحقق إلا بنهضة قوية في مجال الترجمة، ونقل ما لدى الآخرين من مبتكرات ومخترعات وإبداعات، الترجمة هي الجسر الأبقى في نقل العلوم، وتطويرها، ولا يمكن تحقيق الرفاه ولا القوة الاقتصادية، إلا بفهم الآخر ومعرفة توجهاته وتطلعاته، وهذا لن يتحقق إلا بفعل قوي ومركز في مجالات الترجمة؛ ولذا نحن بحاجة ماسة لدعم كل مترجم، وفتح المزيد من الفرص الوظيفية، للدارسين في هذه المجالات، وعندما نتمكن من التوسع في مجالات ترجمة الكنوز العلمية والمعرفية، ونقلها إلى لغاتنا العربية، فإن هذه الخطوة هي الأهم، في مسيرة التطور الحضاري، وتقديم كل جديد ومبتكر لمجتمعاتنا الشغوفة بالمستقبل وقادم الأيام.

 

Email