قاصد الفرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

ندور، وما الذي عنه يا تُرى في هذه الحياة باحثون؟ البعض تجده وراء السراب يلهث مهدراً طاقته، مضيعاً وقته، من دون مردود يذكر أو مسوغ يستحق، ماضون والركب ماضٍ والمغزى لدى صاحبه كامن. من لم تتخطَّ نظرته حدود مكانه، ومن رؤيته تسبق السبق، عين البشر على ما حولها وعينه على أبعد النجم عازمة. وفي ذلك تتعارض النظريات وتتفق، وتختلف الأمم في بعض الأمر، وما يتفق في حكمه الجميع أن وضع الطاقات في محلها مكسب المكاسب على مر الزمن.

نبعد وتبعد الظروف عن المقصود تارة، علامة وقد تدل على أن الوجهة ليست هي وليس المكان بالمراد بلوغه، ولا يزال الإصرار يدفع النفس نحو الطريق ذاته، وبين الأخذ والرد، تبقى الذات بشغفها وحس مسؤوليتها ومواكبتها واستيعابها ما هي عليه ولما يجب أن تصل إليه، السبيل الأوحد للعودة ومجاراة التناقضات المحيطة، والمكمن، في القناعة والثقة بالذات، والموفق من أوجد لنفسه مساحة الانطلاق الصحيحة باتزان والجهوزية للاحتمالات كافة.

طموح المعالي دائماً فارق، يفطن له صاحب الفرق، والذي مهما أبعدت نظرته يقوده للمنال فكره الغالب للزمان والمكان، ويحمله للمقبل دافع التنافس نحو الفرص اللائحة من هنا وهناك، فالجوهر الحقيقي للنجاح بدايته من تقدير المتاح لتصبح أهلاً للمزيد، وهكذا الدنيا تريد فهماً أعمق للواقع المحيط ووضع منهج يتناسب مع الطاقة والإمكانات المتاحة، فأكبر الكاسبين اليوم من يجيد تقدير ما يملك ليتمكن من إدارة المقبل بطريقة فاعلة ومرنة تضمن له المحافظة على المكتسبات والتأثير الإيجابي في المجتمع وصنع بصمة وتجربة خالدة.

Email