تحديث الأهداف والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رؤيتنا للمستقبل، في بعض الأحيان يكتنفها الغموض، بمعنى أننا قد لا نعلم ما الذي نريده أو نحتاجه في المستقبل، وبالتالي، نغرق في الحاضر، ونتعامل مع المشاكل بشكل آني، ونتيجة لذلك، نصاب بالإحباط، حيث نشعر بأن هناك أموراً ترمى وتلقى علينا، ولا فكاك لنا إلا بالتعامل معها.

هذا الوضع، يمكننا جميعنا أن نغيره، بوضع قائمة بالأهداف التي نتطلع لتحقيقها وبلوغها، وتنويع هذه الأهداف بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ونبدأ العمل على تحقيقها، لا تقل في أي مرحلة، أن هذا الهدف أو ذاك، صعب أو مستحيل أو خيالي.

رغم أن موضوع تحديد الأهداف، ووضع الخطط المستقبلية، والسعي نحو تحقيقها، حيوي، ودوماً يتم طرحه، ويتكرر الحديث عنه، إلا أنها ثقافة ليست منتشرة على نطاق واسع، وأقصد ثقافة وضع الخطط، ورغم هذا، فإن البعض ممن قرر أن يتحرك نحو مستقبله، وتحقيق طموحاته، وفق رؤية واضحة وخطة صارمة، أدرك أهمية الخطط، وأثرها البالغ في مستقبله، فتوجه نحوها، وقام بوضع الأهداف في حياته، وبات يملك مهارة عالية، ومنها مهارة تحديد ما الذي يحتاجه للإنجاز والتوجه نحوه.

لكن هناك نقطة جوهرية، وخاصة بتلك الفئة التي اختارت وضع رؤية وهدف في الحياة، هؤلاء مطالبون أكثر من سواهم بالعمل على تحديث طرقهم، وكيفية تحقيق طموحاتهم، بمعنى، يجب عليهم في كل فترة، العمل على إدخال جوانب عملية جديدة على مسيرتهم المهنية، وعدم الاكتفاء بما هم عليه، لأننا نشاهد كل هذا الحراك المعلوماتي الجارف، الذي يدور حولنا، ونعيش كل هذه التكنولوجيا والمخترعات المتوالية، والتوقف عند أي محطة والاكتفاء بما تحقق، يعتبر نكوصاً عن تحقيق الهدف الأسمى، وهو النجاح والتميز والإبداع.

وأما الذين ما زالوا يعيشون كل ساعة بساعة، دون إشغال عقولهم بالغد، ودون التفكير بالمستقبل، فهم يرتكبون خطأ فادحاً بحق أنفسهم ومستقبلهم.

Email