تابع يجره تابع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخوف، وما أدراك ما الخوف والتردد بصاحبه فاعل، غريزة إنسانية لا ننفي على البشر وجودها، إن حلت، أوقفت أكبر الطموحات، وهدمت أعظم الإنجازات، وحولت الكائن عدماً، والممكن محالاً، لتجعل الفرد في دائرة الظنون خائضاً. أمر بصورته الطبيعية وارد الحدوث، البعض يعده ميزة لا يخفي ظهورها، والبعض أتقن إخفاءه أو تجاهله لمواصلة الحياة بجرأة وشجاعة دون عراقيل. وبين المتوقع وغير المتوقع، الجمع محتار.

تابع يجره تابع، ولا مفر، بين الخوف من الماضي وتبعاته، والحاضر وجنباته، والمستقبل وسرعة تحولاته، مرادفات وأضداد تترك الإنسان في مساره الصحيح ثابتاً، رغماً عن قدرته وفكره وهدفه السامي. حواجز وأسوار أعظم ما تصنعه العودة بصاحب الطموح للوراء خطوات وأميال دون مسوغ مقنع.

تقول اعتدنا، وما اعتدناه على السلوك طاغي، أن «من خاف سلم»، ولا ربما استسلم للواقع وتنازل عن كل ما منحته الحياة من فرص وتجارب، كفيلة أن تصنع نموذجه الفريد، وبعيداً عن كثر اللوم والعتب والمحبطات، العمر يستحق التجربة والمغامرة والمجازفة من أهلها، وفي وقتها ومكانها الصحيح. وعلى الجانب الآخر، تستغرب وجود من لا يرهبه شيء، وليست توقفه الحدود، ماضٍ وركبه ماضٍ، محققاً ما أراد وما لم يرد، دون لفته والتفات لخيره وشره.

المجد والأمجاد تبغي نفساً لا تعرف التردد، ولا تتبع طيفه، وخطوة واثقة لا تأتي «بليت»، ولكن، جدير بها «لي علت سماه» بالعزائم والتطلع نحو الظفر بالمزيد.

نحتاج اليوم ثقافة جديدة، تبث في أجيال الخير، التشبث بالأمل، وتقوي التوكل على رب العباد سبحانه، فبعد ذلك، جل أمر الدنيا يهون، وهو الغرس الذي لا يعادله غرس، والمختصر إذا كنت عنه باحثاً في «لا نجاح مع الخوف، ولا خوف مع النجاح». وتأكد أن من استصعب الخطوة الأولى، صعب عليه نيل التالية.

 

Email