أنبل شعب في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحملة الإنسانية المباركة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتهدف إلى إيصال مليار وجبة إلى الفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم، تحت شعار «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع» لها أبعاد اقتصادية على مستوى عالمي. ستعود بالنفع على كل من ستشملهم بركات وخيرات هذه المبادرة التي يرجو من خلالها سموه أن تثمر سد ثغرة الجوع على مستوى العالم.

هذه الحملة العظيمة، تعد من دون جدال الحملة الأكبر لمكافحة الجوع حول العالم والتي تستند في مضمونها وهدفها لقيم وشيم دولة الإمارات العربية المتحدة وشيوخها الأكارم وكذلك شعب الإمارات الكريم الذي يتفاعل مع كل المبادرات الإنسانية بمنتهى الكرم والإيجابية.

وتأتي أهمية حملة المليار وجبة، كونها تتزامن مع حدوث اضطرابات على مستوى العالم في توريد وشحن المواد الغذائية الأساسية وخصوصاً مادة القمح. ما زاد من تكلفة وصعوبة التحدي لتوفير مليار وجبة وتوزيعها في أكثر من خمسين بلداً في التوقيت نفسه. ولكن منذ متى كان هناك مستحيل في قاموس الإمارات؟

أزمة الغذاء العالمية ألقت بظلالها على العالم بأسره، إذ ذكرت منظمات الإغاثة الدولية أن هناك أرقاماً مفزعة في ما يخص مشكلة الجوع حول العالم، تتمثل بأن نحو 27 مليون إنسان يعانون الجوع في المنطقة حالياً، وأن هذا العدد قد يرتفع إلى 38 مليوناً بحلول يونيو المقبل، وهو ما يمثل زيادة قد تبلغ 40 في المئة على العام الماضي فقط، وهذه الأرقام تعكس فداحة ومأساوية الوضع العام ومدى الاحتياج لمثل هذه المبادرات الإنسانية.

وتستمر الأرقام في وصف معاناة العالم بسبب الجوع، فبحسب المصادر وبيانات الأمم المتحدة يتسبب تحدي الجوع وسوء التغذية والأمراض المرتبطة به حول العالم بفقدان طفل لحياته كل 10 ثوانٍ وموت 25 ألف شخص يومياً منهم 10 آلاف طفل، فيما يبيت 800 مليون إنسان حول العالم جائعين كل يوم، ويعاني 52 مليون إنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا نوعاً من أنواع الجوع أو سوء التغذية أغلبهم من النساء والأطفال.

ولهذا فحملة المليار وجبة من شأنها أن توفر وبما يفيض عن الاحتياج في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم في سد ثغرة نقص الغذاء. وقد سبق أن شهدنا بأم أعيينا كيف أن الحملات السابقة وهي حملتا العشرة مليون وجبة والمائة مليون وجبة، تجاوزتا تلك الأرقام بل إن حملة المائة مليون وجبة حققت رقماً مهولاً بلغ 220 مليون وجبة، أي ضعف ما كانت الحملة تستهدفه بالأساس. ولهذا نحن واثقون بأن حملة المليار وجبة ستتخطى كل التوقعات بإذن الله تعالى.

بل إننا يمكن أن نذهب من ذلك بقولنا إن حملة المليار وجبة سترسخ واقعاً قابلاً للتطبيق، في أنه وفي ظل أزمة عالمية خانقة في ما يخص توريدات المواد الغذائية، استطاعت دولة الإمارات أن توفر ما يغطي ذلك النقص وفي أكثر من خمسين دولة بجهد وتنفيذ وتخطيط عقول لامعة وقلوب صادقة مفعمة بالإنسانية والمحبة لكل البشرية، أو كما وصفهم سمو الشيخ محمد بقوله: أنبل شعب في العالم.

 

Email