الإمارات بلد الرخاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

التصريح اللافت الذي أطلقه وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر والذي أراد من خلاله إرسال رسائل تحذيرية للائتلاف الحاكم الذي يشارك فيه حزبه الديمقراطي الحر، وهو التصريح الذي أشار فيه إلى أن ألمانيا معرضة وبشكل غير مسبوق في تاريخها لـ«خسارة الرخاء» وهي الخسارة التي ستطال الجميع، على حد تعبيره، في إشارة للتأثيرات المتصاعدة عن أزمة الطاقة وكنتيجة للحرب التي تشهدها أوروبا حالياً، لن يمر قطعاً مرور الكرام. كما أن تأثر أكبر اقتصادات أوروبا بسبب أزمة الطاقة سيؤثر حتماً في اقتصادات باقي الدول، ليس في أوروبا وحدها، بل على مستوى العالم.

تصريح وزير المالية الألماني استند إلى مخاوف حقيقية من أن تقوم ألمانيا وغيرها بدفع المزيد مقابل الطاقة المستوردة. وهذا من شأنه أن يتسبب بما أطلق عليه (الركود التضخمي) على خلفية بلوغ معدل التضخم في ألمانيا 3ر7% في مارس الماضي، ما يعني أن النمو سيتراجع بينما ستظل الأسعار في ارتفاع.

أما الوصفة الإسعافية التي اقترحها الوزير الألماني، فتكمن، على حد قوله، بأن الدولة الاتحادية الألمانية

سوف تحاول التخفيف من حدة الصدمات الأكبر، وسيتم دعم المحتاجين وتأمين وجود الشركات المهددة، ولكنه حذر في الوقت نفسه من أنه نظراً لأن الوسائل المالية محدودة، فلا يمكن أن تسري هذه الإجراءات سوى فترة مؤقتة. وأضاف إنه على المدى الطويل سوف يتعين على ألمانيا وضع أسس جديدة لأجل الرخاء من خلال قيام الحكومة الألمانية بتجديد نموذج النمو الخاص بها لاقتصاد السوق الاجتماعي والبيئي.

ونحن هنا حين نستعرض تصريح الوزير الألماني المسؤول عن أقوى اقتصادات أوروبا والعالم، ونحلل ما جاء في هذا التصريح الصادم، لنشعر مرة أخرى بمدى فخرنا واعتزازنا بما قدمته وتقدمه حكومة دولتنا من جهود، ومن تسخير لجميع الإمكانات لتوفير الرخاء والرفاه لجميع أبناء الوطن ولكل من يعيش أو يعمل أو حتى يزور بلادنا الغالية.

النصيحة التي قدمها الوزير الألماني بأنه يجب على ألمانيا أن تجدد نموذجها الخاص بالنمو، قامت به الإمارات ومنذ مدة بعيدة. بل إن الإمارات تكاد تكون من الدول الفريدة التي تعيد مراجعة وتقييم وتعديل نموذجها وخططها واستراتيجياتها الاقتصادية بشكل دائم. وهذا ما نلمسه ويلمسه كل من يعيش داخل الإمارات.

ما تتميز به الإمارات أنها تضع خططاً طويلة الأمد وقابلة للتعديل بحسب الظروف والمناخات العالمية، ولهذا فإن الاقتصاد الإماراتي والحمد لله، من أقوى اقتصادات العالم، لأنه اقتصاد متنوع ومتجدد وقابل للتحديث. والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة ووفيرة. وستظل الإمارات، بإذن الله تعالى، عاصمة الرخاء والرفاه على مستوى العالم.

 

Email