صناعة المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك جملة من المفاهيم، التي باتت استعمالاتها متعددة ومتنوعة، وكثيرة في هذا العصر، وتحتاج لإعادة برمجة وتحديد مفاهيمها، ومدى عمقها، من هذه الكلمات والمفاهيم المتداولة على نطاق واسع: الابتكار، الإبداع، العمل في المستقبل، رغم أن مثل هذه الكلمات معروفة لدى شريحة واسعة من الناس، إلا أنه أدخل عليها الكثير من المهام والمتطلبات، فلم تعد كلمة مثل الابتكار تشير لمفهوم واحد في سياق معناها، بل باتت تطرح في كل مجالات العلوم ومختلف البيئات، وهذا يعني أننا بحاجة لإعادة التعريف وفهم وظيفتها، فضلاً عن كيفية تحقيقها، والمهمة قد تكون أكثر حيوية وأهمية، عندما تكون هذه الحاجة تستهدف اليافعين، الجيل الذي يجب أن يتعامل مع هذه المفاهيم، لأنها جزء من التطور والتقدم، ودون تغذية أجيال المستقبل بمرجعيات معرفية عن مثل هذه المفاهيم فإنه لا يتوقع إلمامهم حتى بمتطلبات هذا المستقبل. الفهم العميق لمثل هذه المصطلحات سيقود نحو ابتكارها والعمل وفقها.

الجانب الآخر والمهم في هذا السياق هو تشجيع مراكز وشركات ومؤسسات التدريب، في تبني برامج وحقائب تدريبية، تستهدف هذا النوع من المجالات، ويمكن أن تبدأ الجهات ترخيص الدورات التدريبية، ووضع اشتراطات ومواصفات، تأخذ في الاعتبار هذا النوع من التطور، التطور في العلوم، المهارات، المعارف، والطرق والأساليب.

من غير المعقول أن نرى أن هناك ورشاً تدريبية تقام بنفس الآلية والطريقة، التي كانت تتم فيها قبل عقد من الزمن، والتغيير الذي أنشده ليس في عناوين تلك الدورات التدريبية، بل في عمق ومحتوى التدريب نفسه، ومجاله وموضوعه، حتى جهات العمل من الهيئات والمرافق العامة على تعددها واختلاف توجهاتها، مطالبة برؤية جديدة لصناعة المستقبل، رؤية جديدة للأعمال وتنفيذها، وهذا يؤدي إلى منح الموارد البشرية التدريب الحديث المتطور المختلف عن السائد. المستقبل صناعة ومهارة، تبدأ من المعرفة والتدريب.

 

Email