مسجِل حضور

ت + ت - الحجم الطبيعي

عِشْ عمراً ترى العجب! يأبى البعض من الناس إلا أن يسجل حضوره السلبي بكل محفل، بالرغم مما حوله ومن حوله من النماذج الاستثنائية المحفزة والمنجزات المحققة! تستغرب وجود هذا الكم من سوداوية الفكر عند البعض، وسلبية الطابع الطاغية بمجمل المناحي، مقرونة بتلك الآراء التي لا يرتضيها أحد، ولا يحركها نجاح، وتساوت بمقياسها الاتجاهات الأربعة، ويظل لهذه الفئة تأثيرها الواضح على المحيطَين الشخصي والعملي، والعذر كل العذر للمجاورين، فما تراه العين جبار وطاغٍ على كل تبرير ودلائل.

ولست أرمي بالمقال إلى الإيجاب الزائف والمصطنع، فالبحر معروف له جزره ومده، ولا استقرار في حاله، لكن من غير المنطقي، أن يصبح المحيط بكامله لدى المتشائمين ضمن دائرة التشكيك، لا يُصدقون ولا ينجزون، والمحبِط، أن دوره الحاضر هو الكلام والانتقاد، ولا جديد، في النهاية، الناس بما اختارت وسلكت من سبل للإنجاز ظافرة، ولا خاسر سوى مَنْ اكتفى بفرض أحكامه، ووضع تصنيفاته الخاصة، والعاقل منا، لا يغلب فعله إلا كلمته الطيبة.

والمخرج لمن لا يزال عن السر باحثاً في الميدان، ومؤكد أن فطرة الإنسان وطموحه، هي الدافع الأكبر، وهي التي تحمله إلى النظر للأفق البعيد، وامتلاك القدرة على تحقيق ما هو أبعد من الممكن، محركه الفعل والعزائم مسابقاً الأمجاد، واحداً تلو الآخر. وأما رؤية الحياة بلونها المعتم فقط، فلن تزيد الطين إلا بلة، ولن تقدم خطوة للأمام، والجميع يدركون أن حسبة الصعب دائماً، يكون لها ميزانها الموزون للاستمرار وسط مختلف المجريات، والمنطق يقول، خذ الأجمل من كل شيء، لتواصل، وعامل المر بالمرونة، فهي مفتاح قفل أكبر المغاليق، فلا تأخذنا رياح التشاؤم إلى حيث تبغي.
 

Email