فضولنا وصل للأحلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الإنسان كائن حالم، وتعتبر الأحلام الشيء الوحيد الذي يغذي الإنسان في خصوصية تامة ولا يعلمها إلا من يراها في منامه، العالم سيجموند فرويد يقول: الأحلام وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خصوصاً التي يكون إشباعها صعباً في الواقع. والغريب أن محاولات الإنسان سبر هذا المجال والتعرف عليه كانت محاولات أزلية وقديمة.

في العصر الحديث تواصلت هذه المحاولات الأزلية، لكنها اليوم وفق اهتمامات وأهداف أخرى تجاوزت التفسير ومحاولة الفهم، إلى قراءة الحلم قبل أن يستيقظ النائم، فقد أعلن عن نشر دراسة علمية تبين أن العلماء نجحوا في التوصل إلى طريقة يمكن من خلالها قراءة الأحلام. وذكر الباحثون أن نسبة دقة هذه النتائج تقارب 60%. ويرغب الفريق في معرفة ما إذا كان من الممكن استخدام نشاط المخ في فك شفرة الجوانب الأخرى من الأحلام مثل المشاعر التي تنتاب المرء أثناء النوم. واستخدم الفريق الماسحات الضوئية لرصد 3 أشخاص أثناء نومهم، وبمجرد أن بدأ المتطوعون في النوم داخل الماسح الضوئي بدأ الفريق في تسجيل ما يراه.

وتم تسجيل كل صورة تم رصدها بداية من التماثيل البرونزية حتى المفاتيح ومعول الثلج بغض النظر عن مدى كونها سريالية واستخدم العلماء النتائج لبناء قاعدة معلومات، حيث تم تصنيف هذه الصور مع بعضها في مجموعات متشابهة، مثلاً الفنادق والعمارات والمباني تم تصنيفها تحت مسمى «هياكل». ويرغب فريق البحث في معرفة ما إذا كان من الممكن استخدام نشاط المخ في فك شفرة جوانب أخرى من الأحلام مثل المشاعر أثناء النوم، وإذا صحت مثل هذه الدراسة فإننا لم نعد في معزل حتى من اختراق أدق تفاصيل حياتنا حتى الأحلام، وسيسجل ذلك بأنه اختراق فعلي لخصوصية بالغة للإنسان، ولا أعلم إذا كانت كل هذه الجهود ستعود على الإنسان بالفائدة، أو إذا كان لها جوانب طبية ستساعد على اكتشاف علاجات لبعض الأمراض، لكن من المؤكد أن فضولنا وصل حتى للأحلام.

Email