ديتوكس...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

«بسبعة أيام ونيف، سيتغير كل شيء، كالسحر تماماً»!

بهذه الكلمات.. بدأ أحد الداعمين لمنهج الديتوكس، حديثه في برنامج تلفزيوني صحي، وهو النظام المعروف بتطهير الجسد من السموم خلال أيام محدودة، مبتدئاً برجيم البطيخ، ومنهياً حديثه برجيم الماء..، وبغض النظر عن قناعتي بهذه الأساليب في التخلص من تراكم الغث والسمين في أجسادنا، لإيماني العميق أن الجسد ذكي بما يكفي، ليطهر نفسه من السموم، في إطار منظومة بيولوجية متكاملة، ونظام صحي شامل، لكني أعتقد أننا بحاجة لديتوكس من نوع آخر، ديتوكس قلّ الحديث عنه، رغم أهميته، فما أخبار أفكارنا ومعنوياتنا..؟ هل نحن بخير كما يجب أن نكون..؟

هل تحررنا، أم ما زلنا عالقين في منتصف الأشياء..؟ أفكار جعلتني أؤمن بديتوكس الأفكار، والتي لا سبيل للتخلص من تراكماتها في دواخلنا، إلا بحل عقدة التراخي عن المواجهة، والسماح لبعض الأفكار بالرحيل إلى غير رجعة، والخلوة الروحية مع الذات، لتحقيق رفاهية مغايرة، جوهرها «التطهير العميق»..!

فأين تكمن المفارقة والمعادلة الصعبة؟

أؤمن أنه لا مناص في حياتنا من الألم والتحديات والشعور بالخذلان، والمشاعر السلبية والعلاقات السامة، عقبات تنعش دورة الأيام، وإلا لما كان للانتصارات الصغيرة أي لون، لكن في اتخاذ القرار، ترسم طرق مختلفة، فإما التماهي مع الفشل، ليصبح كجيد يطوق عنقك حتى تختنق، وتصبح أفكارك رمادية، أو أن تسمح لمرآة روحك أن تعكس الشجاعة والإقدام في التعامل مع الحياة، أن ينبلج الضوء من خلف الأستار..، كنوع جديد من الحب والإيمان..، بِخلْقِ لُغة تخاطب صادقة مع النفس، لتنقشع الغمامة الرمادية عن صبح أرواحنا، أن نشعر بالسلام بعد حرب طاحنة، تباد بها الأحلام والآمال والعمر..، ألا نهمش ما ينهش عزمنا في الوصول، أن نحارب ببسالة حتى آخر رمق، لنكون بخير، لنكون مُنتجين إيجابيين، وألا نعبر التحدي خاوِيي الوِفاض..!

لسنا بحاجة لوصفات روتينية، أو جداول طويلة لديتوكس الأفكار، حينما نتشبع بالحب والإيمان والإرادة، كعادة طويلة الأجل، لروح أنقى، وعزم أقوى..

 

Email