الخط العربي من التراث غير المادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثناء كتابتي هذا المقال عن اللغة العربية أثلج صدري نبأ إدراج منظمة «اليونسكو»، الخط العربي ضمن قائمة تراثها غير المادي، فلغتنا مصدر فخرنا وانتمائنا فهي لغة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ولغة تراثنا وحضارتنا التي ملأت شرق الأرض وغربها، ووصلت إلى الأندلس والصين وبلاد القوقاز وما حولها، وأصبحت لغة القاصي والداني في يوم من الأيام.

لم يغب الاهتمام باللغة العربية عن أولويات قيادتنا الرشيدة، فقد اهتمت بنشرها وتعزيز حضورها وتأكيد رسوخها في المجتمع ونشر حبها في قلوب الأجيال، فقد أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، المجلدات الـ 17 الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»، وهو المشروع اللغوي الكبير الذي يؤرّخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية، في إنجاز ثقافي وحضاري يشكل إضافة ثرية يسجلها التاريخ في سيرة الأمة العربية، وأكد حينها سموه أن اللغة العربية لها من الخصائص والمزايا ما يرفعها ويسمو بها في دنيا اللغات، وهي من أطول اللغات العالمية عمراً، وأوسعها معجماً، وأروعِها بياناً.

إن الخط العربي من أجمل الخطوط حيث تستطيع أن تتفنن فيه، وأبدع الخطاطون في هذا المجال وأصبحت إبداعاتهم لوحات فنية تعلق في الهيئات والدوائر والسفارات والوزارات وأصبح لفنون اللغة العربية والخط العربي معارض تقام بين الحين والآخر.

اللغة العربية مهد حضاراتنا ولا تحتاج منا أن نحصر الاهتمام بها في يوم عالمي، ولكن تحتاج إلى غرسها في نفوس أطفالنا ليتربوا ويفخروا بها، ويتنافسوا في إتقانها والاطلاع على أسرارها، دون أن يقصروا طبعاً في إتقان اللغات العالمية.

 

Email