ترميم الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحيان كثيرة، تتطلب الحياة معالجات سريعة لبعض العقبات التي تعترض طريقنا، وفي أحيان أخرى، من الأفضل التعامل مع المشاكل والصعوبات الحياتية كما هي، دون تدخل، أو محاولة للعلاج، بمعنى تركها لتصلح نفسها بنفسها، لأن نتائج أي جهد لتقويم الاعوجاج، سيزيده اعوجاجاً وتعقيداً.

في الحياة، قد تلتقي بأصدقاء تحبهم، لكن تزعجك بعض السلوكيات الخاطئة التي تصدر منهم، وتجد بعض السلبيات في تعاملهم، سواء معك أو مع الآخرين، فإذا نصحت وكررت النصيحة، تكتشف أنك أصبحت صديقاً غير مرغوب به، وإذا صمتّ وتركت الأمور تسير، فإنك تكون خنت أبسط مفاهيم الصداقة، وهي أن الصديق مرآة لصديقه، يشاهد من خلالها عيوبه وسقطاته، ليعالجها، ويصلح أحواله.

في الحياة أمور أكثر تعقيداً وصعوبة، مثل قصة زوجة دوماً تتعرض للعنف من زوجها، دون أي سبب، والجميع من أسرتها يحثونها على الصبر والتحمل، فلا تجد من يساندها أو يقف معها.. وقد تشاهد جارك أو زميلك، وقد غطاه الذبول، وأعياه الهم والمرض، وهو بالأمس كان يملأ المكان حضوراً وصوتاً، واليوم عيناه في ذهول، إما بسبب الألم، أو خوفاً من المجهول...

في الحياة أيضاً أمور كثيرة أخرى، لا نشاهدها ولا نسمع بها، بل لا نعلمها نهائياً، وعلى الرغم من كل هذا، فإن المواجع متنوعة، والآلام متعددة.. وتبقى الحياة تحتاج بين وقت وآخر لترميم، بمعنى مراجعة، لنعالج بعض الأخطاء والزلات والسقطات.. نحتاج ببساطة، أن تكون ضمائرنا مستيقظة، لتقديم الاعتذار لمن نرتكب ضده أي خطأ.

وأستذكر هنا حديث رسولنا الحبيب، محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قال: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسطة الوجه وحسن الخلق». وبالضبط، هذا الذي نحتاجه بحق، ففي كثير من الأحيان، أصدقاؤك وأقاربك، وحتى من هم يسيرون في الشارع، لا يريدون منك شيئاً، ولا ينتظرون منك مالاً أو هدايا، بقدر حاجتهم لابتسامة، لوجه يملؤه حسن الخلق والطيبة.

Email