سلاح ذو حدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن كانت أغلب الأسر تتخوّف من تواصل الغرباء مع أبنائها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت غير مدركة مدى خطورة بعض التطبيقات وبرامج الهواتف الذكية. وبطبيعة الحال، أسهم شيوع استخدام الهواتف الذكية في جعلها في متناول الأطفال والمراهقين، فلم تعد أغلبية الأسر تتهاون في تزويدهم بالهواتف، ولم تعد تتمعن في أثرها السلبي على الجانبين الصحي والنفسي.

اليوم اشتهرت بعض التطبيقات وذاع صيتها بشكل واسع في أغلب الدول العربية، بحيث تخطى عدد مستخدميها الملايين بسبب تميّزها في تقنية التعلم الآلي واستخدامها للذكاء الاصطناعي، وإضافة «الفلاتر» والمؤثرات لتظهر بصورة مميزة وإبداعية، لذا أصبحت المفضلة والأكثر استخداماً من قبل الفئات العمرية الصغيرة.

للأسف أصبحت بعض التطبيقات والبرامج محاكاة سطحية لشهرة افتراضية، ينشر فيها بعض الأطفال المقاطع الخاصة والمشاهد التمثيلية التي تخالف العادات والتقاليد، والتي تسعى وراء شهرة افتراضية زائفة دون أي رقابة أو ضوابط أو خصوصية.

ويرى خبراء أن التطبيقات والبرامج اجتاحت عقول الأبناء وأصبحت ضيفاً ثقيلاً تمكن من إلغاء العادات والسلوك الإيجابي، لينشر أفكاراً هدّامة لا تليق وتتناسب مع مرحلة الأبناء العمرية. لذا لا بدَّ من مواجهة مخاطر التطبيقات من خلال التوعية والإرشاد، لما لها من دور فعّال في تقويم السلوك، وتبني القيم النبيلة التي تعد منهاجاً في مسار حياتهم. كما يجب على الأهالي مراقبة هواتف الأبناء ومعرفة التطبيقات والبرامج التي يتم تحميلها وما إذا كانت مناسبة لأعمارهم.

يضج العالم بمواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية، التي فرضت وجودها في الحياة الرقمية بقوة، وعلينا جميعاً معرفة أنها سلاح ذو حدين، ونحن من نستطيع أن نجعل تجربة أبنائنا الأفضل والأكثر تميّزاً.

 

Email