العلم ليس في المدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثر العلم عظيم على البشرية، ولا يمكن المجادلة في هذا الجانب، وكما قال الفيلسوف والمؤلف الإنجليزي الراحل برتراند رسال: تقريباً كل ما يميز العالم الحديث عن القرون السابقة هو بسبب العلم. ويجدر التنويه بأن فهم البعض للعلم محدود، ولا يتواكب مع طبيعة العلم نفسه، حيث يتم اعتبار العلم محصوراً في المؤسسة الأكثر شهرة على مستوى العالم «المدرسة».

المدرسة ما هي إلا واحدة من أدوات نشر العلم، لكنها ليست الوحيدة، هناك مساحة واسعة للتعلم، فالإنسان في حالة تعلم وزيادة لمعلوماته بشكل مستمر ومتواصل، وبالتالي فإن العملية التعلمية لا تتوقف بانتهاء مرحلة دراسية أو الحصول على شهادة ما، لأن هناك التعلم التطوعي العفوي الذي يسعى له الإنسان بمجهود ذاتي، خاصة في هذا العصر الذي صرنا نلاحظ فيه أن العلوم باتت متاحة وتعلمها بات أكثر شيوعاً، وساعدت شبكة الإنترنت على تغذية النهم المعرفي لدى ثلة من الناس، الذين يملكون شغفاً للتعلم، ويسعون للحصول على المعلومات المعرفية من مصادرها الحقيقية.

هؤلاء تجدهم أكثر تمكناً واستعداداً لمواجهة تحديات الحياة وأي عقبات تمر بهم، فضلاً عن هذا تجدهم على اطلاع واسع بمختلف المهارات والمعلومات، التي قد يحتاجون لها.

هذه الكلمات ليست تقليلاً من دور وأثر المدرسة، بل على العكس تدعم رسالة المؤسسة التعليمية، عندما نعزز التعلم الذاتي ونغرسه في قلوب وعقول أطفالنا، هو جانب حيوي وهام على كل أم وأب التنبه له، وتلقين أطفالهم وتعويدهم على طلب العلم من كل مصدر من المصادر الحديثة المتاحة.

المناهج قد لا تتغير بسرعة تغير المعلومات، لكن القراءة والتدرب والتعلم بشكل مستمر ستجدد الاستعداد، وتزيد من المهارات، وأيضاً تمكن من مسايرة التطور المتواصل، التعلم باستمرار هام، والأهم تعويد النشء على هذه الآلية.

Email