انتبه لثلاثية النجاح والتفوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن كنت تملك ماضياً ثرياً بالمعلومات والخبرات، وحاضراً محملاً بالعمل والعلم، ومستقبلاً من الأحلام والوعود البراقة الجميلة، فأنت تملك مثلث التفوق والنجاح، دون أدنى شك، وأقصد بمثلث النجاح، الاستفادة من معلومات الماضي، والفعالية والإنجاز في الحاضر، والاستعداد بالمعرفة والعلم للمستقبل.

والحقيقة، لا أقول بأنني أبتكر مفهوماً جديداً أو طريقة حديثة، فهذا التوزيع، ستجده ماثلاً في كثير من الكلمات الملهمة، والدروس القيمة للفلاسفة والحكماء والمخترعين والمبتكرين، على سبيل المثال، الراحل ستيف جوبز، رائد الهواتف الذكية، أو رائد تقنيات الاتصالات الحديثة، قال: فكّر بالأمس، واحلم بالمستقبل، لكن عِشِ الحاضر.

وعندما أقول بأن هذه الثلاثية أو المثلث أو التوزيع للحياة، تحدث عنه الفلاسفة، وأهل العلم والمخترعون، فأنا أشير لنقطة تميزهم، والتي تتعلق بفهمهم لأثر هذا التوزيع، وإعطاء كل واحد من العناصر الـ 3، ما يستحقه من العناية والرعاية. أن ترفض الماضي، فأنت ترفض كنزاً من المعلومات الجاهزة، التي لا تقدر بثمن، وتنتظر منك الاستفادة منها، وأن تنكر الحاضر وترفضه، تحت أي حجة، فأنت ترفض الواقع الذي تعيشه.

والذي يختزل الكثير من الدروس الثرية والمفيدة لقادم الأيام، ولا مبرر أبداً لمثل هذا التجديف والرفض، لأن المستقبل لن يحضر بوجهه الجميل، وزخمه الكبير، دون احتفائك بالماضي، وتقدير الحاضر، فهذه الأركان الثلاثة أو الجوانب الثلاثة ، مترابطة، فما كان في الماضي، ينتقل إلى الحاضر بوهج وطريقة جديدة، ثم يذهب نحو المستقبل، لكنه يحمل روحاً من التطوير والاختراع، والمزيد من الابتكار. آلية التنقل والتعاطي، هي نفسها، لكن جوهرها ومضمونها يتغير بشكل إيجابي، فالتطور هنا لازم ومفيد، لأنه يتماشى مع روح العصر، ومتطلبات الزمن.

علينا جميعنا على المستوى الفردي أو الجماعي، أن ندرك هذه الأبعاد الثلاثة، ونفهم دور كل واحد منها في حياتنا، فلا نرفض جانباً ونقبل الآخر، إما أن نقبلها جميعها، أو نرفضها جميعها.

Email