القادرون على الاكتشاف والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نطرح تساؤلات، مثل: ما الذي نحتاجه لتكون حياتنا عبارة عن فعاليات من الإبداع والابتكار؟ أو ما هي الطريقة المثلى لتكون أذهاننا مشغولة دائماً بالابتكار والإبداع ؟ بطبيعة الحال قد تتباين الإجابات، وتتعدد وجهات النظر، لكنني مؤمنة بأننا نستطيع إنتاج عقول مشغولة بالتميز، بل جزء من نموها هو الإبداع والابتكار، خاصة إن توجهنا إلى مرحلة الطفولة، لأن في تلك المرحلة ستجد بدايات ونواة التفكير الأولى، ففي هذه المرحلة نشاهد تلك الخطوات المترددة والخائفة في الرحلة الأولى نحو المدرسة، في أول حصة يدرس فيها الطفل، في كتاب القراءة والكتابة الذي يتعلم خلاله أول الحروف وطريقة كتابتها، في تلك السن أو حتى قبلها، يتعلم الطفل التفكير بطرق مختلفة ومبتكرة؛ لذا من الأهمية عدم وضع حدود أو قيود أو حواجز، على تفكير الأطفال، وعندما يكون نموهم المعرفي تم بناءً على مثل هذه الآلية التي تسمح لهم بالانطلاق والتفكير بحرية وعفوية، فإن النتيجة ستكون عقولاً مفكرة ومتأملة، في كل شيء ودون أي موانع أو تردد. لأن التفكير المبني على الحذر، وتلقين الأطفال وتعويدهم على أخذ المعلومات كما هي دون نقاش أو تأمل وتمعن، ينتج جيلاً من ذوي التفكير الاعتيادي، غير المتحمس للإبداع، وغير المندفع للابتكار، حيث لا فضول أو لا شغف لديهم، لأنهم تعودوا على القوالب الجاهزة، والأشكال المعتادة، بل تدربوا على هذه الآلية ومثل هذه الطريقة مطولاً. فالطفل عندما يتم تقييد تفكيره وتحذيره بشكل دائم ومتكرر، يتعود على هذه الحالة الحذرة الخائفة، غير رصحية وغير المنتجة للأفكار الجديدة، وسيكون غير مبتكر أو غير مبدع، لأن هاجس الخطأ والتنبيهات الكثيرة التي تلقاها صغيراً تجعله سطحياً متردداً. المؤلف والمحاضر في التنمية البشرية وتطوير الذات، رياك برينكمان، يقول: إن الأشخاص الذين يعتقدون أن كل شيء ممكن، هم القادرون على الاكتشاف والإبداع.

Email