مكاسب الإنسانية جاءت من المغامرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نقوم برحلة خارجية، أو ممارسة رياضة ما، نسميها مغامرة، وهذه الكلمة كما هو واضح تم حصر مفهومها في جوانب تتعلق بالحركة والنشاط الرياضي، كالرحلات البرية في الصحراء، أو ممارسة المشي داخل غابة كثيفة الأشجار، ونحوها من الأنشطة التي التصقت بها كلمة المغامرة، وهي دلالة على التشويق والإثارة، لكن هذه الكلمة لها مفهوم أوسع من حصرها في جانب ترفيهي، ولها عمق أعظم من تأطيرها في رياضة ما أو نشاط حركي، عندما تقرر دراسة الفيزياء أو الرياضيات أو التوجه لدراسة الطب أو الفضاء أو نحوها من العلوم، أنت تدخل في مغامرة مثيرة من المعرفة والعلم، عندما تسعى لتطوير نفسك بجوانب مهارية تتعلق بالتخطيط والحكم على الواقع، والسعي أن تكون سابقاً ومتقدماً في تفكيرك واستنتاجاتك، فأنت تكون مبتكراً ومبدعاً وأيضاً مغامراً. 

المؤرخ اليوناني، هيرودوت‏، الذي عاش في القرن الـ 5 قبل الميلاد، قال: كل مكاسب الإنسانية جاءت من المغامرة. وهو محق تماماً، ونحن نتحدث عن جميع المكاسب الرياضية والعلمية والمعرفية وغيرها من المبتكرات والمخترعات، جميعها كانت عبارة عن مغامرة جميلة ومثيرة. غزو الفضاء تحقق لأن لدينا شغفاً بالمغامرة وسبر أغوار المجهول، ولأن لدينا فضولاً جارفاً نحو العلم والمعرفة، نجحنا في توليد الطاقة والآن نتوجه نحو الطاقة النظيفة المتجددة، لأن الإنسان مغامر ويحب التجديد والتطور والتقدم، نقاوم الأمراض ونعمل على إيجاد العلاجات والأدوية المناسبة، لأن شغف الإنسان وحماسه لن يسمح له بالاستسلام أمام أي تهديد لحياته.

المغامر في العادة يقتحم الصعاب ويذهب نحو التحديات، وهذه طبيعة البشرية، وهي خصلة من المهم أن ننميها في قلوب وعقول أطفالنا، وأن نعلمهم أن المغامرة لها جوانب متعددة، منها تلك التي تتعلق بالعلم والمعرفة، وهي المغامرة التي لا يتوجه لها إلا المغامرون الجادون المتوثبون للمستقبل.

Email