قمة المناخ في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مستغرباً إعلان فوز دولة الإمارات بشرف استضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر (COP28) في العام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.

فاختيار الإمارات لم يأت من فراغ، فالدولة تمتلك خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة التي تخلق فرصاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.

وأثبتت الإمارات على مر العقود التزامها المطلق بالحفاظ على البيئة والالتزام التام بالمعاهدات الدولية الخاصة بالمناخ، والشواهد على ذلك كثيرة، ومن أهمها أن الإمارات ساهمت بكل طاقتها في مجال الحد من انبعاثات الميثان.. حيث حافظت الإمارات على أدنى مستويات كثافة انبعاثات الميثان في العالم بنسبة لا تتجاوز 0.01%.

وخلال العقود الخمسة الماضية، نجحت الدولة في خفض مستويات حرق الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة المحلي بنسبة تتجاوز 90%. وهذه من أعلى النسب على مستوى العالم. ولا ننسى أن الأمم المتحدة قد كرّمت الإمارات من قبل، حيث منحت منظمة الأمم المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، جائزة «بطل الأرض» في عام 2005.

أهمية مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أنه يعتبر الأهم ضمن أجندة الأمم المتحدة المتعددة الأهداف والأغراض، والمناخ أمر يمس العالم بكله وليس قارة لوحدها، ولهذا نجد الاهتمام بحضوره والإعداد له من كل بلدان العالم، حيث إن القمة السنوية يحضرها جميع دول العالم تقريباً، ليس فقط من أجل مناقشة تغير المناخ، بل لمعرفة ما الذي ستفعله دول العالم تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل مواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.

تأتي أيضاً أهمية عقد هذه القمة بعد ما شاهدنا ما أحدثه الوباء في العالم، والذي تسبب في تأجيل القمة العام الماضي، حيث أدى تفشي الوباء إلى تأجيل الكثير من الأعمال وأجبرنا الوباء بطريقة غير مسبوقة على إعادة التفكير في كيفية إعادة إنعاش الاقتصاد في مرحلة ما بعد الوباء.

 

Email