ماذا نعني بتجديد الخطاب الديني؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخطاب الديني يلعب دوراً كبيراً في حياة الإنسان حول العالم، فالأديان على تنوعها تحمل في طياتها تلك الصلة الروحية بين الإنسان وبين الرب أو الإله، وهي صلة يعززها ذلك الخطاب الديني والذي قد يتحول إلى سلاح خطير، حينما يستغل القائمون على ذلك الخطاب الديني للترويج لأيديولوجيا أو فكرة تتناقض وروحانية العلاقة بين الإنسان وخالقه.

ويوماً بعد يوم تتعاظم أهمية تجديد محتوى وصياغة وتقديم الخطاب الديني وفق معايير تراعي مضامينه وخصوصيته وتأثيره المباشر على حياة الناس، وتتجنب الغلو والتطرف وتسهم في إيصال الفهم الصحيح لقيم ومبادئ الدين الحنيف.

خصوصاً في ظلِّ هذا التقدُّم الهائل لوسائل التواصل والاتصال الحديثة، بالإضافة لذلك فبدون تجديد الخطاب الديني لا يمكن أن تنهض الأمة العربية والإسلامية، ولا يتسنَّى للشباب أن يجدوا ضالَّتَهم المنشودةَ في الارتقاء في العلم والمعرفة وصولاً إلى الإبداع والتغيير. ولهذا فتجديد الخطاب الديني لابد أن يسيرَ في خطٍّ موازٍ مع الفكر والعقل، وأن يتناغم مع التقدُّم العلمي المعاصر.

يجب أن يكون تجديد الخطاب الديني هدفاً للجميع، فنحن كلنا نتأثر بالوعظ وبالإرشاد، ونفوسنا عامرة بالإيمان النقي الصافي الخالي من الغلو والتطرف.

تجديد الخطاب الديني مسؤولية جسيمة يجب علينا كلنا أن نضطلع بها، لأنها من أجل أجيالنا القادمة ومن أجل أن نبني سياجاً حامياً لكل ما هو جميل وبديع في ديننا الوسطي المعتدل.

وتجديد الخطاب الديني يجب أن يبدأ من المنزل نفسه، وعلى الآباء والأمهات الحرص على أن يتلقى أولادهم التعليم والتربية الدينية من مصادرها الأصلية، وأن لا يسمحوا لهم متابعة القنوات المشبوهة التي تروج للعداء والكراهية باسم الدين.

 

Email