«مشتريه»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأيام تمضي والأوقات محسوبة، ومن يملك زمام الوقت حيزت له كنوز الدنيا بما فيها، وفي ذلك تعددت أمثال وأقوال القائلين، حكم وفي شرعه تساوى الكبير والصغير، الغني والفقير. جوهر الحياة والأساس الأول في كل إنجاز والفيصل بدوره في تحديد وجهة النجاح من الفشل بمختلف الصعد.

فكر يغلب الوقت بخطواته وفكر يتبعه، وباطن السر عند أصحابه كامن، ماراثون إيقاعه يريد سباق الزمن، وترك التردد، واقتناص الفرص، فإما النصر وإما الهزيمة، ولا ثالث غيرهما.. هي فرصة من ذهب لتغيير ما صعب تغييره، وفرصة لتوظيف الطاقات في ما هو نافع، وفرصة لخوض غمار تجارب جديدة بحلوها ومرها، وفرصة تتجدد معها كل لحظة ضائعة، وفرصة لتصويب أخطاء تصارع فينا وأطباع غلبتنا، الإحساس بقيمة الوقت أكبر النعم والاستفادة منه لتغيير ما لا يمكن تغييره وجعله ممكناً.

ولست أجد مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مجاراةً للوقت، صير له قيمته فعلاً وبرهاناً، وكما قال سموه: «الوقت لدي مثل الحياة، فالوقت لا تستطيع أن تخزنه، مثل النهر لا يمكنك أن تضع قدميك على الماء نفسه مرتين، لأنه جارٍ، والحياة لا يمكنك تخزينها لأنها ماضية»، ورؤية سموه السابقة التي في دستورها لا تتوقف الحياة.. تنتهي مرحلة لتبدأ أخرى وينقضي أمر ليأتي آخر، تتعاقب الأحداث وتتجدد ويعود الإنسان دائماً لحركته التي أرادها الله، من دون يأس ولا فتور بل ينطلق في إصرار دائم لصناعة الحياة.

 

Email