طوّر نفسك فالعلم لن يتوقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تزايد التقنيات الحديثة، وثورة الاتصالات، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، والتطورات المهولة في صناعات أجهزة الهواتف النقالة، التي باتت تضم خدمات كمبيوترية متكاملة، باتت المهام والأعمال المختلفة، متنقلة أينما ذهبنا، حيث تطاردك الأعمال في أي بقعة ومكان، الخطابات والصور ومختلف المعاملات، بات انتقالها سلساً وبسهولة وبساطة متناهية، وبضغطة زر تصلك مختلف المعلومات، وفي اللحظة المحددة، هذا التطور المهول الكبير، لم يحدث خلال قرن من الزمن، ولا خلال نصف قرن، بل في بضع سنوات، وكأننا نشاهد تدحرجاً متتالياً من أحجار الدومينو، التي تتساقط واحدة تلو الأخرى، هذا التطور، جعل البعض يعتقد أن الأعمال تزايدت، وأن المهام الوظيفية باتت كثيرة ومتعددة، أكثر مما سبق، والحقيقة أن الأعمال هي نفسها، والذي اختلف وتغير، طريقة إدارتها وتنفيذها، والوقت الذي نحتاجه لإتمامها، فالمعاملات التي كانت تحتاج عدة أيام للانتهاء منها، بات من الحتمي الانتهاء منها خلال ساعات قليلة، الذي تغير، هو سرعة وصول المعلومات، والسرعة في معالجتها، وهذه ليست مهمة متواضعة أو بسيطة، خاصة مع موظف تعود طوال سنوات خدمته، على آلية وطريقة محددة لإنجاز المهام، والآن، يطلب منه اتباع نموذج جديد، ونهج وظيفي جديد.

من هنا، نبعت الحاجة لدورات وورش تدريبية، لنقل هذه الفئة من الموظفين إلى مستوى جديد من المهارة.

من هنا، تظهر حتمية التطوير المستمر لكل واحد منا، لأن التقنيات الحديثة، لن تتوقف عن التطور، والعقول لن تتوقف عن الابتكار، ومن المتوقع خلال سنوات قليلة، أن تدار الكثير من المهام الوظيفية بشكل آلي، ومعها تظهر حتمية المهارة البشرية، وأهمية تطورها، وانتقالها إلى مهام وأعمال جديدة. في مختلف مجالات حياتنا، يجب علينا أن نطور علومنا ومعارفنا، لأن العلم نفسه لن يتوقف عن التطور.

Email