أتنفس «كتاب الشارقة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن فقدت البصر بقيت فترة أتلقى العلاج خارج البلاد، وكنت كلما يحين موعد معرض الشارقة للكتاب يأخذني البكاء المرير على فقدي لنعمة البصر وحرماني من لذة مطالعة الكتب، فمعرض الكتاب كان جزءاً أثيراً لا يتجزأ من حياتي، بل كنت أراه أسرتي الكبيرة التي انعكس خيرها على أسرتي الصغيرة، ومنذ تلك الفترة وأنا أتنفس رائحة الكتب.

منذ أول دورة لمعرض الشارقة للكتاب في 1982 بدأت بتكوين مكتبتي المتواضعة التي كانت تنمو عاماً تلو عام، وصولاً إلى هذا العام الاستثنائي للدورة الـ40.

في عام 1994 طلبت المشاركة بجناح خاص ضمن القسم الثقافي والإعلامي لجمعية النهضة النسائية في دبي، وحينما تم إصدار جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة شاركنا بإصدارات للأطفال من سنة 1998 وعندما زادت إصداراتنا توسعت قلوبنا وأصبحت الجائزة والجمعية تكبر في تلك الإصدارات واللوحات، وتشرفنا بتلقي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعض الهدايا التذكارية من لوحات وإصدارات أطفال الجمعية.

وجاءت دورة العام الماضي محفوفة باحترازات جائحة كورونا، ولكن بفضل من الله تعالى أولاً، ثم بإصرار قيادتنا الرشيدة أقيم المعرض، ولن ننسى كيف كنا نستلم الكتب التي نشتريها وهي مغلفة بإحكام امتثالاً لتطبيق الإجراءات الاحترازية، وها نحن اليوم يعود علينا المشهد الثقافي من المعرض المليء بالفعاليات مثل المحاضرات والمسرحيات وفعاليات الأطفال وركن الطهي ومحطة التواصل الاجتماعي وركن توقيع الكتب والأمسيات الشعرية وورش العمل التدريبية في ظل حضور كتّاب ومفكرين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذه الدورة الاستثنائية.

لقد أصبحت الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وتميزت باستقطاب العقول النيرة، ودعم القراءة والاحتفاء بأهل العلم والثقافة.

 

Email