أوراق الخريف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر بالإنسان أيام وسنوات خريفية من عمره، لا يجد فيها من يسانده أو يأخذ بيده إلى سواء السبيل، قد تشكله وحدته من جديد إنساناً آخر يتعلم ويعتبر ويرسم اتجاهات حياتية أخرى من جوانب عديدة، ليتضح له أنه أدخل نفسه في دوامات لا تتوقف عند حد معين، ليهرب معلناً استسلامه للرحيل، ويلتقي في طريقه بأشخاص أهملهم من قاموس حياته.

والأهم من ذلك أهمل نفسه وصحته وحياته واستقراره ليبدو ناكراً لذاته وحقوقها عليه، فينظر لنفسه في المرآة وكأنه يراها لأول مرة، ملامح تغيرت وبهتت، لذا لا بد من إضافة ألوان جديدة ليستعيدها ويستفيق من زمن قد يبدو أخذ الكثير، فليجتهد لما تبقى، فالعمر أرقام وسنون فأين الحياة، امضِ جاهداً قبل أن يمضي ما تبقى من العمر لتعيش الحياة، ابدأ من جديد ولا تنظر إلى خلفك.

فقد تلاشى وأصبح ذكرى امسحها بالحكمة وطابع الرضا، انظر لمخطط حياتك، وصحح واكتب الجديد، امضِ مع الحياة قدماً قبل مضي العمر، والماضي حكم وخبرات جمعت في كتاب قد يكون من الأكثر مبيعاً، لأنه يحمل الكثير من الخبرات، كم نحتاج لأن نثبت ذواتنا ونحبها ونقدرها لننجح في الحياة، تجاهل إرضاء الناس وأعرض عن مخاوف الفشل، أرضِ خالقك ونفسك، وحاول ألا يتسلل إلى نفسك بقايا يأس أو غبار اكتئاب، امسحه فوراً بكلمات الله التامة، كن مع الله يكن معك، لا تنسَ ما يدور حولك من جديد وأحداث لتنسجم مع المتغيرات الحياتية، وكن أنت ملهماً لنفسك بكل معطيات الحياة، وحافظ على قلبك فهو من ممتلكاتك الباهظة، فلا تتركه متاحاً لأحد لا يقدر قيمته، حتى لا تجهده وتضغط عليه بثقل لا يحمل، حاول برمجته من جديد، فهو نبضك فليكن في اتجاهه الصحيح.

Email