عش عزيزاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تكثر العلاقات العاطفية الدافئة التي تربطنا بمن حولنا من الأصحاب أو الأزواج، ونجد في الحياة الكثير من الأمور التي تجعل البعض يتسولون الحب، ظناً أن الحياة بلا عاطفة موت، غير موقنين بأن التسول العاطفي موت آخر.

العاطفة التي لا سمو فيها مدمرة، فبدايتها لذة وأوسطها قلق ونهايتها مشكلات وضياع. العاطفة الصادقة ليست وهماً أبداً، ولن تجعلك تنجرف نحو التسول المهين الذي يؤدي إلى ضياع عمرك ووقتك، فتشعر معها بإنهاك عاطفي مريع، وذلك بسبب الخوف المستمر من فقد من تحبه، وتعيش في تناقض غريب تخالف فيه مبادئك وما تؤمن به، تماماً كالمدمن الذي يعلم أن في المخدرات هلاكه، لكنه يستمر عليها لتوهمه أنه لن يستطيع العيش بمنأى عنها.

لكن لو استطاع الشخص التخلص من هذا التفكير الخاطئ، لاستطاع عيش حياة أجمل وآخرة أكمل، لذا لا بد أن يكون أسلوبك في إظهار مشاعرك متزناً في كل تعاملاتك، بلا تسول أو تذلل.
لا تتسول الحب من الآخرين، فذلك يجعلك عرضة للإهانات والكلام الجارح الذي لا يليق بك، ولا تهن ذاتك لإرضاء الغير، لأنك ستخوض تجربة مريرة ومنهكة. كل إنسان يحتاج إلى مساحته الخاصة، فلا تتجاوز هذه المساحة وتجبر الآخرين على الفرار.
 
يعرف الكاتب دانيال جولمان الذكاء العاطفي بأنه قدرة الشخص على التعرف إلى شعوره الشخصي وشعور الآخرين، الذي يكون جلياً في قدرته على تحفيز النفس وتقوية الإرادة في التحكم بالمشاعر، لأن بإمكانه التعرف إلى شعوره، وشعور من هم حوله، فيتمكن من العطاء العاطفي باتزان من دون أي مبالغة أو تسول.
 
كن على يقين بأنك إن لم تقدر ذاتك فلن يقدرها أحد، وإن رخصتها لتكسب الحب والاهتمام فستباع بلا شك بأرخص الأثمان، لذا عش عزيز النفس وارتقِ بها.
 
Email