الإمارات على كوكب الزهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت قد قرأت قبل مدة الكتاب الرائع (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) الذي ألفه الطبيب النفسي الأمريكي الشهير جون غراي، الذي تناول فيه المشكلات التي قد تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة الاختلافات بينهما.

الكاتب قدم صورة خيالية بحيث تخيل أن الرجال يعيشون وحدهم على كوكب المريخ، بينما النساء يعشن وحدهن على الزهرة، ولهذا وفي أحد الأيام حينما اكتشف أهل المريخ أن هناك كائنات أخرى وبذلك الجمال على كوكب آخر هو الزهرة، وقعوا في الحب مباشرة وقرروا في وقتها الذهاب لذلك الكوكب واستكشافه.

هذه القصة الملهمة تتجسد اليوم على أرض الواقع، ليصبح الخيال ممكناً، ويصبح تحقيق الأحلام خاصية إماراتية خالصة، فقد أعلنت دولة الإمارات عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر لتصل فيها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

وهنا يتبادر إلى الذهن، لماذا تتبنى الإمارات مشاريع الفضاء؟ ولماذا تستثمر فيه بهذا الكرم والسخاء؟

والواقع يقول إن دولة الإمارات تهتم بالمستقبل بجميع مضامينه وتحدياته وبريقه، هو ما يهم دولتنا الحبيبة.

فمشاريع الدولة تمتد لتحافظ على مستقبل أجيال قادمة لعقود مقبلة، وما دام قد بدأت الإمارات خطواتها الواثقة نحو المستقبل المنشود، فلماذا التقاعس والتأجيل؟ وكما قال أبو الطيب المتنبي «إذا غامرت في شرف مروم، فلا تقنع بما دون النجوم».

ما يبهجنا فعلاً أننا قررنا دخول غمار هذا التحدي بناء على دراسات ومعطيات علمية أشرف عليها كوادرنا الوطنية الذين، من خلال مغامرة الوصول للمريخ، اكتسبوا المعرفة اللازمة لتنفيذ حملات استكشافية جديدة.

 

Email