العلم طريقة للتفكير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد جانب أثرى الحياة البشرية مثل العلم، لو تحدثنا عن عمق ما قدم، وما أسهم به في تطور المجتمعات على مدار العقود والعصور، بل طوال التاريخ البشري، لما أوفيناه حقه، العلم الذي يتميز بالتطور والاتساع لدرجة عدم الإلمام والفهم، يبقى هو أهم محرك في حياة الإنسان، وأهم جانب أسهم في تطور هذا الإنسان، وزيادة معارفه الحياتية، لكن أهم ما قدمه العلم، أو على الأقل من أهم ما قدمه، هو زخم المعلومات، التي نثرها، وأسهمت في تقوية الحضور المعرفي للإنسان، وزيادة قدراته العقلية والتفكيرية، وأهم خصال هذا العلم أنه كلما فتح باباً أدى إلى المزيد من الأبواب، التي تحتاج للبحث والتقصي والدراسة، وهذه العملية جعلته بحراً لا شاطئ له، أو سماء لا حدود أو سقف لها>

لذا تشعر أنه مهما تعلم الإنسان فإن شغفه يقوده نحو المزيد من العلم، ونحو المزيد من البحث عن المعرفة، والعلم نفسه يستجيب لهذه الحاجة، ويغذي الإنسان بالمعارف والعلوم من دون تردد، بل كلما أمضى الإنسان المزيد من الوقت في البحث والدراسة فُتحت نوافذ جديدة لا متناهية إلى مجالات جديدة تحتاج للدراسة، وهو الأمر الذي يوضح أن هناك حاجة متزايدة ومستمرة للتعلم، ومع هذا فإننا تعلمنا من العلم نفسه طريقة التفكير، طريقة التأمل، طريقة اتخاذ القرارات الصحيحة، طريقة الفهم والإصغاء، تعلمنا من العلم فنوناً حياتية، ساعدتنا على النمو الصحيح، وعلى السلامة النفسية والجسدية. 

عالم الفلك الأمريكي كارل إدوارد ساغان، الذي أسهم وسعى في تبسيط علوم الفلك والفيزياء الفلكية، وغيرها من العلوم الطبيعية، يقول: العلم هو طريقة للتفكير أكثر مما هو مجموعة من المعارف، فعلاً كلما اتسعت معارفنا وعلومنا باتت قدرتنا التفكيرية أكثر احترافاً وتوهجاً وإبداعاً، نحن بحاجة للعلم، وبحاجة للتعلم المستمر والدائم.

Email