مسارات حياتية

الإيمان بالقيم

ت + ت - الحجم الطبيعي
نتقلب جميعاً بين الأيام، وتأخذنا الحياة نحو مسارات عديدة، في بعضها نقترب من أنفسنا، وفي أخرى نفقد الإحساس بذواتنا وإنسانيتنا، ولا يكون لنا هم سوى توسيع دائرة الربح، واختزال منظومة القيم في هذا الإطار فقط، ما يؤثر على تجاربنا، وعملية تطوير ذواتنا ومجتمعاتنا، الفشل في هذا المسار سيفتح أعيننا على قيمة الإنسان والاستثمار فيه، وسيوسع مداركنا حول أهمية الإيمان بالقيم كونها تشكل أساس المجتمعات.
 
لا تقاس المجتمعات بثرواتها، بقدر اهتمامها ببناء القيم والاستثمار بالإنسان، فهما وتران يشدان من عضد المجتمع، ويساعدان على بناء منظومة عملية متكاملة، وكلاهما يحدث التطوير، ويعمل على توازن المجتمع، فمن دونهما سيتوقف دوران الحركة المجتمعية، وستصبح حياتنا تشبه ما يجري في ظلال أشجار الغابات، حيث تكون الغلبة فيها للقوي.
 
الإيمان بالقيم سيجنبنا الدخول في الطرق المتعرجة، وسيحمينا من ولوج دوائر التنمر، التي تتسع أكثر في الفضاء الإلكتروني، وساحات التواصل الاجتماعي، حيث البعض يخفي وجهه تحت غطاء هوية رقمية، مكونها الأساسي الخوارزميات وسلاسل الأرقام، البعض يجد فيها وسيلة لإخراج ما في نفسه من بقع سوداء، ليلقي بها على وجوه الآخرين، ليشعر حينها بـ«نشوة» خاصة، يظن معها أن ذلك يرفعه عالياً، فارتفاع حدة التنمر في الفضاء الإلكتروني، يمثل مؤشراً خطيراً على نوعية الطريق الذي يسير فيه بعضنا، وهو مؤشر على مدى الحاجة للقيم الإنسانية وتعزيزها في النفس، حيث الاستمرار في هذا الطريق يسبب الإجهاد النفسي، وقد يدخل البعض في دوائر الاكتئاب.
 
بعض الدول كما دولتنا، اجتهدت في وضع قوانين خاصة لمحاربة التنمر الإلكتروني، وحددت قيم وسلوكيات المواطنة الإيجابية في العالم الرقمي، وتلك خطوات إيجابية، تهدف إلى تعزيز الهوية، وتعميق القيم في النفس، حيث تشكل سداً منيعاً، وتسهم في وضع حد لفوضى التنمر الإلكتروني.
 
مسار
القيم وتر يشد عضد المجتمع
 
Email