مكمن السر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة بين أخذها وردّها تهدي دروساً خالدة تصنع الحاضر، وترسم ملامح المستقبل، واعتياد الراحة ليس عذراً يبيح التوقف أو التردد عند مواجهة التحديات المفاجئة، لا بد من وضع الأمور في سياقها المنطقي لضمان سلاسة التعامل، مدخل ضروري لبلوغ الأهداف المنشودة، والتحليق بعيداً عن دائرة المستحيل، فطموح المعالي يأتي بالتكيف أولاً ثم الموازنة، مع وجود دافع التنافس ورغبة المواصلة في أصعب الظروف لتخطي الراهن بأقل الخسائر. الجميع في زحمة التسارع والتحولات مطالب بالإنجاز وهو تحت وقع الضغوط ومحاط بها لا محالة.

المفاجئ دائماً له رهبته مهما كان حجمه، ومجرد الدخول في معتركه يشعرك أنه نهاية العالم، وقد تدفع ثمن ضريبته غالياً من وقت وجهد، لكن العائد مؤكد كبير على من أتقن التعامل الصائب والتجاوز الصحيح للأزمات، فسيبدع في عزف إيقاعه الفطن.. إما المواجهة والاستمرار، وإما التنازل وترك المجال للغير.

بعض الأمور وقع الكلام ليس كافياً لصنع الفرق فيها، وتظل التجربة وحدها هي القادرة على تغييرها، درس يتجدد مع كل ظرف، مع كل صعب، مع كل تحدٍ يعصف بالبشر ويأخذ منهم ما يأخذه.

وتبقى الذات المحفز الأول في أعظم المواقف والتناقضات المحيطة، والسبيل الأوحد لمجاراة ذلك الصخب، والمعادلة مكمنها في الاستعداد للمفاجئ وغير المتوقع، بجرأة وشجاعة الفعل، والتعاطي الإيجابي والفهم الأعمق للأمور، والتعامل مع الذات والناس، والأحداث والمشكلات بصورة أكثر مرونة، وإفساح المجال لاكتشاف الفرص للوصول إلى بر الأمان. خطوة النجاح مرهونة بعدم الانقياد وراء لغة المألوف. ولعل بشارة «بوخالد» بتخطي جائحة «كوفيد 19» مثال واضح، والأمثلة في دولة الإعجاز كثيرة.

 

Email